الكل لديه انترنت والكل يتحدث عن الانترنت والكثير اصبح مثقفاً لانه لديه انترنت وفي جميع المجالس لاتفقه شيئا ان لم تتكلم عن هذا الشيء الهام والسؤال: هل الكل يحتاج الانترنت؟ اذا كان الباحث يحتاجه وفي حدود ضيقة والاستاذ في الجامعة والمتسوق شرط ان يكون لديهم المام بالانكليزية والكاتب والمحرر في الصحف فما بال الذين لايتحدثون الانكليزية وبسطاء في تعليمهم ودخلهم وبعضهم عاطل عن العمل؟ في كثير من المجالس لا بد أن يقوم احدهم ويحدثنا عن الإنترنت ومغامراته وكيف دخل على «الشاتنك» غرف المحادثات، فأرعبهم وأفزعهم وكيف تصفح المواقع ولولا ذكاؤه العنكبوتي لاصبح لقمة سائغة «لكاكر» ومعه 10 «هاكرز» بل كادوا ان يدخلوا عليه من الشاشة ياساتر ولكن الله ستر، وياليتهم فعلوا واعطوه درسا في الانترنت. والآخر شاهد الدودة الحمراء على الشاشة واختفت بسرعة خوفاً منه وتعجب من الذي يصفها بأنها حمراء وهي خضراء مثل دود النخل لدينا. وآخر يحدثنا عن الفيروسات التي رآها تطير في الفضاء لاحظوا الفضاء ومال عنها ولو لم يفعل لاصطدم بها سبحان الله تحول الجهاز الى سفينة فضاء تجوب الفضاء ولكن ماذا استفاد؟ وكيف استفاد؟ هذا شيء آخر. لا أود أن أدخل في التفاصيل ولكن أود أن أسأل كل أب وأم إذا كان لديهما حاسوب ولايتعاملان مع الإنترنت لأنهما اصلا لايعرفان ذلك وليس لهما به حاجة، فهل يسمحان لاولادهما بالعبث بالانترنت فيجلس الولد والبنت من المساء الى الصباح يتصفحان المواقع وكم تكلف الساعات الطوال التي يقضيانها وشغلان فكرهما ووقتهما وهاتف المنزل، وهل اولادهما دكاترة ولديهم بحوث؟ إذا كان نعم فنعم الأب والأم اللذان انجبا خليفة «بل غيتيس» نحن محاسبون امام الله على اوقاتنا فإن لم تكن في فائدة فعلام هذه الساعات الطوال امام هذا الجهاز؟ وعلام تكليف الوالد ما لا يطيق؟ وعلام تضييع الوقت في شيء لا طائل منه؟ وعلام نخوض في اشياء ليست منا ولسنا منها؟ فقط ليقال عندنا انترنت ونعرف انترنت ومن عائلة الانترنت وجِدّنا «انترنتي» وعنكبوتي من قبيلة العناكب، وماذا سنستفيد اذا قيل لنا هذا الكلام او سنخسر اذا كنا لانعرف ويعرفون اننا لم نصاهر الانترنت. هل تفوق هؤلاء في دراستهم وحفظوا قبل كل شيء الواجبات التي سيسألنا عنها الله يوم الآخرة، الإنترنت لايستخدم الا وقت الضرورة وللحاجة. مشكلتنا أننا نسيء الى كل جهاز جديد يأتينا ولانعرف قيمته وفيم يستخدم، فالجوال لم نعرف بعد اهميته ولا حظوا كيف نستعمله ومتى نستعمله واصبح واجهة اجتماعية فقط، متى نعطي هذه الاجهزة حقها ونتعامل معها من منطلق الفائدة التي صممت من اجلها.. متى؟