ان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا كبيرا ومكانة عظيمة فهم السادة الابرار والقدوة الابرار وهم حماة الاسلام وحراس العقيدة ورهبان الليل وفرسان النهار.الصحابة رضوان الله عليهم هم اهل الجهاد والفداء ومن فتح البلاد في الشرق والغرب ومن استشهد في سبيل الله وهم الشهود في نقل رسالة الاسلام الينا هم اهل الصدق والوفاء واهل الزهد والورع. مدح الله سبحانه وتعالى الصحابة رضوان الله عليهم في القرآن في كثير من الآيات منها قوله تعالى : «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم» التوبة 100. قال ابن القيم: الآية قصد بها مدح السابقين والثناء عليهم، وبيان استحقاقهم ان يكونوا أئمة متبوعين. وقال تعالى: «قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى» النمل 59. قال ابن عباس رضي الله عنهما: هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. اما سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كثر فيها ذكر فضائل الصحابة وبيان سابقتهم في الاسلام والنهي عن سبهم او الانتقاص من قدرهم والامر بموالاتهم ومحبتهم والوعيد الشديد لمن تطاول عليهم واساء اليهم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل الصحابة رضي الله عنهم: «اذا ذكر اصحابي فامسكوا واذا ذكرت النجوم فأمسكوا، واذا ذكر القدر فأمسكوا». اخرجه الطبراني وصححه الالباني، وعن عمران بن الحصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «خيركم قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» قال عمران: فما أدري قال النبي صلى الله عليه وسلم مرتين او ثلاثا. ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن متفق عليه.قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: «ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله تعالى : «والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم»..وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصفه».. الى قوله ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابوبكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم.. الى قوله ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الآثار المروية في مساويهم منها ماهو كاذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره..