قاربت أيام الإجازة الصيفية لهذا العام على الانتهاء وقارب نجمها على الأفول وقد مرت الأيام والساعات فيها سراعا كما مرت الكثير من الأيام والساعات في شهور السنة الماضية، ولا عجب في انقضائها أو سرعة مرورها، فلقد قال الله تعالى «وتلك الأيام نداولها بين الناس» ولكن العجب فيما مرت به تلك الأيام والساعات وماذا أودعنا فيها من ودائع وماذا ربحنا فيها من مكاسب، هل جنى الكثير منا فوائد نافعة منها وقضى أعمالاً ناجحة أم تصرمت أيامنا فيها بين سهر بالليل ونوم بالنهار وتثاقل عن أداء العبادات في أوقاتها بل وتضييع الكثير من الواجبات والمهمات؟.. إن كل مسلم منا مطالب بأن يغتنم أيام عمره ولياليه فيما يعود عليه وعلى أمته ووطنه بالخير والنفع وأن يتجنب ضياعها في اللهو واللعب غير المفيد فكيف بمن يضيعها في اقتراف المحرمات وارتكاب المنكرات؟. وإنه لمن دواعي السرور والغبطة أن نجد من شبابنا من عادت عليهم إجازتهم بخير كثير ونفع عظيم، فقد التحق الكثير منهم بالمراكز الصيفية، وآخرون التحقوا بدورات الحاسب الآلي ومنهم من التحق بعمل صيفي ومنهم من قضاها في زيارة الأقارب وصلة الأرحام، فلله درهم من شباب وكثر الله من أمثالهم ونفعهم الله بما عملوه.. وإنها لدعوة لبقية أقرانهم من الشباب إلى الحذو حذوهم وتدارك أعمارهم وألا تضيع أيام شبابهم وزهرة حياتهم فيما لا ينفعهم بل قد يضرهم من حيث لا يشعرون، وقبل أن يندم كل شاب منهم على تفريطه وتضييعه. غداً توفى النفوس ما كسبت ويحصد الزارعون ما زرعوا إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم وإن اساءوا فبئس ما زرعوا حفظ الله أبناءنا من كل سوء ونفع الله بهم البلاد والعباد وجنبهم رفقة السوء ونزعات الشيطان، وسدد الله خطاهم للخيرات. أبو أسامة محمد إبراهيم السلوم