لاشك أن مرحلة تصميم البرنامج تعد أول وأهم المراحل الحاسمة، وتعتبر نقطة البداية في تنفيذ أي برنامج. ونحن في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ومن خلال برامج الدبلوم التي تقدمها عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر، نحرص عند تصميم أي برنامج من الاستفادة من عدة مصادر، سواء عن طريق مشاركة مؤسسات القطاع الخاص من خلال التعرف على احتياجاتها ومتطلباتها. أوعن طريق التعرف على آراء ومقترحات المؤسسات ذات العلاقة مثل الغرف التجارية الصناعية ومعهد الادارة العامة ووزارة المعارف والجامعات حول هذه الدبلومات. بل إننا نحرص على التعرف على الدبلومات المدرسة في المعاهد التدريبية والمراكز المتخصصة للاستفادة من خبرتها وتلافي السلبيات إن وجدت. وبعد استكمال هذه الخطوات الضرورية تقوم عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع بمخاطبة الأقسام العلمية لتوصيف المفردات الدراسية واستكمال التصميم العلمي للبرنامج. حيث يتم الاشراف العلمي الأكاديمي على برامج الدبلوم من خلال الأقسام العلمية بالكليات )كليات الجامعة(. أما الاشراف الاداري فتقوم به عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع. في ضوء ما سبق، يمكن القول ان المعايير التي تحكم أهداف وتصميم هذه الدبلومات الجامعية التأهيلية تتلخص في عدة نقاط أهمها: أولا: المساهمة المباشرة في مواجهة مشكلات المجتمع ومستجدات العصر وتطورات العلوم وتقدم الحلول المناسبة لكل مشكلة. ثانيا: تدريب واعادة تدريب الكفاءات البشرية الوطنية من خريجي الثانوية العامة وزيادة تأهيل الموظفين والعاملين في القطاعات المختلفة الحاصلين على الثانوية العامة وصقل قدراتهم وتحسين كفايتهم الانتاجية بما يتلاءم ومستجدات التقنية وظروف سوق العمل. ثالثا: العمل على تهيئة فرص عمل مناسبة للشباب السعودي في عدة مجالات مهمة، بعد تأهيلهم التأهيل المتناسب مع ذلك. رابعا: مواكبة خطة الدولة في السعودة واحلال المواطن مكان الأجنبي، من خلال اعطاء فرص أكثر للمواطنين للاسهام في تحقيق خطط التنمية ودعم السياسات الوطنية. ولاشك ان تصميم الدبلوم الجامعي يخضع لاعتبارات أكاديمية مع الاستئناس بخبرة الميدانيين. ومن ثم فأهداف كل دبلوم تنبع من رغبة المستفيدين وحاجة سوق العمل ومناسبة الظروف الطارئة. وعليه، جمعت هذه الدبلومات الجامعية التأهيلية بين الجانبين النظري التوصيفي والعملي التطبيقي. ثم ان حصة التدريب العملي في أي دبلوم جامعي، تختلف تبعا لطبيعة مستوى الدبلوم. فهناك تدريب عملي مرافق للتدريس، كما في أكثر من دبلوم، حيث يعطي الأستاذ جزءا من محاضراته للتطبيقات العملية. وهناك تدريب مستقل عبارة عن فصل دراسي كامل، حيث يتم تخصيص فصل دراسي مستقل عن الفصول الدراسية، للتدريب الميداني. ونحن في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ومن خلال عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر نطبق هذه الجوانب التدريبية في دبلومات المحاسبة والسكرتارية والدبلومات الأخرى. بل، لقد قمت، كما أوضحت سابقا، بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وبالتنسيق مع أكثر من ثلاثين مؤسسة وشركة، بتهيئة فرص تدريبية مناسبة لطلاب الدبلوم لدينا، مع متابعة دقيقة لخطوات التدريب، ونتائجها، حيث يقوم الدارس في نهاية الفصل الدراسي التدريبي وفق معايير علمية مدروسة. وهنا أؤكد على ان مزج الدراسة النظرية بالتطبيق العملي والميداني يعتبر عنصرنجاح لأي برنامج تأهيلي أو دبلوم جامعي.وعليه، فقد ولّت عبارة «الطالب الجامعي أو الخريج المتدرب لا يعرف عن واقع العمل أبجدياته». ختاماً أقول: إن ما تقوم به عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر وعلى رأسها فضيلة عميدها الدكتور علي بن عبدالله الزبن، يعكس بصدق مسؤولية جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية تجاه مجتمعها الذي ينسجم ويتفاعل مع أهدافها في كل موقع من مواقعه ومع أي فرد من أفراده إذ غاية الجميع تحقيق العزة وتوفير العدة وتهيئة الإمكانات من أجل حياة كريمة للمواطن. ثم إن معالي الدكتور مدير الجامعة سلمه الله يولي عمادة المركز الجامعي وبرامجه ودوراته وأنشطته الاهتمام الكافي، إيمانا منه، حفظه الله بتفعيل دور الجامعة في خدمة المجتمع. * عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية