يعتبر الربو الجهاز الدوري الدموي والجهاز التنفسي من الأجهزة الأساسية لاستمرار الحياة، وتوقف أي منهما أو كلاهما عن العمل لمدة دقائق معينة قد يؤدي الى الوفاة لا سمح الله. الجهاز التنفسي هو الذي يمد الجسم بالأوكسجين اللازم للعمليات الحيوية داخل الجسم عن طريق مرور الهواء عبر عملية الشهيق وكذلك يخلص الجسم من ثاني أكسيد الكربون عن طريق عملية الزفير. ومرض الربو يصيب المجاري التنفسية ويؤدي الى تضييقها وربما انسدادها في الحالات الشديدة جدا وبهذا يعيق عملية التنفس ومرور الهواء الطبيعي من عملية الشهيق والزفير، وهو مرض منتشر في جميع أنحاء العالم بل ان نسبة حدوثه في ازدياد مطرد وقد عمل مسح للأطفال المصابين بهذا المرض في المملكة وكانت الاصابة به بين 4%-23 اصابة بالمنطقة وأما بالنسبة لمنطقة الرياض فكانت النسبة 10% والنسبة العالمية بشكل عام هي 10% للاصابة بهذا المرض. والأعراض تكمن في ضيق في التنفس وصدور أزيز وصفير أثناء التنفس نتيجة لضيق مجرى التنفس عند مرور الهواء من خلاله وزيادة الافرازات التي تؤدي الى الكحة وخروج البلغم، وسبب تهيجه عادة هو التعرض المباشر أو غير المباشر لعدة عوامل مثل )الدخان، بعض أنواع العطور والأطياب، الغبار، الزكام، المجهود البدني.. الخ(. ويمكن للمريض تقدير نسبة الضيق في المجاري التنفسية باستخدام جهاز يسمى جهاز قياس كمية الهواء المتدفقة من الصدر عن طريق النفخ القوي والسريع. وللمعلومية فإن هذا الجهاز يباع في الأسواق وله مقاسات مختلفة للأطفال والبالغين ويعتبر استخدام هذا الجهاز عاملاً أساسياً في متابعة علاج هذا المرض وللأسف ان نسبة قليلة جدا من مرضى الربو يعرف هذا الجهاز ويعرف طريقة استخدامه. كما ان علاج الربو ينقسم الى قسمين أساسيين ولابد ان يفرق بينهما المريض وهما علاج الأعراض التي يشكو منها المريض والعلاج الوقائي. علاج الأعراض يتم عن طريق استخدام موسعات المجاري التنفسية )مثل الفنتولين، بريكانيل.. الخ( لزيادة كمية الهواء وسهولة مروره في المجاري التنفسية وهذا مفعوله سريع ولكن لا يعالج أصل المشكلة ألا وهي السبب المؤدي الى الضيق في المجاري التنفسية وزيادة الافرازات، وهذه يمكن السيطرة عليها بالعلاج الوقائي عند استخدامه لفترات طويلة حيث يقلل من شدة تهيج المجاري التنفسية وضيقها ويمنع حدوث نوبات الربو الشديدة بارادة الله، وطبعا الابتعاد عن المهيجات هي الخطوة الأولى في العلاج.ويؤثر مرض الربو على نوعية حياة المريض واستمتاعه بالحياة الطبيعية ان لم يسيطر عليه بالدواء الوقائي فهناك أعراض الكحة الليلية وكذلك زيادة مراجعة الطوارىء والغياب المتكرر عن المدرسة أو العمل والاجهاد التنفسي عند القيام بأي مجهود بدني. وإذا قرر الطبيب استخدام العلاج الوقائي فعلى المريض اتباع ارشاداته وعدم التوقف عنه إلا باشراف طبيبه المعالج لكي يعيش حياة طبيعية ملؤها النشاط والحيوية والانتاجية. استشاري مشارك طب الأسرة والمجتمع