يعتمدون الفلكيون في تحديد بداية الشهر القمري على اجتماع الشمس والقمر وهم يحددون هذه اللحظة بالحساب الفلكي وهذا مايدعى بالشهر القمري الاقتراني. أما علماء الشرع الإسلامي فيرون أن أول الشهر القمري يرتبط برؤية الهلال رؤية بصرية عقب مولده وبعد غروب الشمس وهو الشهر القمري الشرعي الذي يبدأ من ليلة الرؤية وينتهي برؤية الهلال الجديد التالي. ومع ان الاقتران او الاجتماع يحدث في لحظة واحدة من الزمن، الا ان غروب الشمس لايكون كذلك لانه مرتبط باختلاف المطالع اي "اختلاف الآفاق" وعلى ذلك فقد تختلف بعض البلدان عن بعضها الآخر في امكان الرؤية الشرعية للهلال في تعيين أول الشهر القمري الشرعي. ويشترط في الرؤية أن تكون بعد اجتماع النيرين "الشمس والقمر" في برج واحد من بروج السماء وان يتأخر القمر في غروبه عن الشمس بقدر يسمح برؤية قوس نوره الدقيق بعد ابتعاده عن دائرة شعاع الشمس.. ومن الممكن رؤية الهلال إذا كان بعيداً عن مكان غروب الشمس تحت الأفق بزاوية تزيد عن خمس درجات قوسية أي مايعادل عشرين دقيقة ذلك لان شفق الشمس القريب من الأفق وقت الغياب يكون قوياً بحيث يحول دون رؤية الهلال الدقيق بشكل واضح. ويكون مكان غروبه بالنسبة إلى مكان غروب الشمس اما شمالها إذا كان الميل الاستوائي للقمر أكبر من الميل الاستوائي للشمس وهذا يحدث في البروج الشمالية ويُرى القمر في هذه الحالة على شكل خط ضئيل منحنٍ تحدبه نحو الشمس، وأما جنوبها إذا كان الميل الاستوائي للقمر أقل من الميل الاستوائي للشمس وذلك حين وجود الشمس في البروج الجنوبية. أما إذا كان ميل القمر السماوي يساوي صفراً فعند ذلك يصبح القمر في مستوى دائرة البروج مع الشمس فيتبع القمر مسار الشمس ويغيب في مكان غروب الشمس ويحدث هذا في الاعتدالين الربيعي والخريفي. كما يشترط في رؤية الهلال أن تكون عشية وبعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من الشهر القمري. فلو شوهد الهلال بعد غروب الشمس ولو بدقيقة واحدة يكون الشهر القمري قد بدأ شرعاً ولا عبرة برؤية الهلال نهاراً وسواء شوهد قبل الزوال أو بعده "أي لاعبرة به من الليلة الماضية بل لليلة المستقبلة" لقوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته) فوجب سبق الرؤية على الصوم والفطر والمفهوم المتبادر من الحديث الرؤية عند غروب شمس آخر يوم من الشهر. ويخضع شهود رمضان وشوال لأسئلة علمية دقيقة من قبل قضاة الشرع كأن يسأل القاضي الشاهد مثلاً عن الوقت الذي رأى فيه الهلال وعن موقع الهلال وجهة تحدبه في ذلك الوقت. فإذا كانت الأجوبة تحمل في طياتها تناقضاً علمياً ولو بسيطاً وجب على القاضي رفض شهادة الشهود وعدم الأخذ بها. كما يتوجب على طالب الشهادة أن يكون مسلماً منفذاً لقواعد الإسلام بالغ الرشد والعقل فلا تقبل شهادة الصغير ولا المجنون ولا المعتوه. ويجب ألا يكون قد سبق وأدين في قضايا مخلة بالشرف والأمانة. وهناك أيضا شروط صحية كخلو الشاهد من الأمراض النفسية والعصبية كالوهم وازدواج الشخصية والتردد وألا يكون مريضاً بامراض عضوية تؤثر على حاسة البصر كالسكري وضغط العين وأن يكون مستوى حاسة البصر لديه مقبولاً بحيث تكون رؤيته للأفق رؤية واضحة دون اهتزاز فضلاً على إلمامه البسيط بالأمور الفلكية، فلا بد لشاهد العدل مثلاً القدرة على التفريق بين هلال رمضان مثلاً وبين سحابة تكون قد تشكلت على شكل هلال. كل هذه الشروط والتحريات تؤدي إلى تأخير إعلان ثبوت الشهر الكريم إلى ساعة متأخرة من الليل أحياناًَ.