مما شرعه الاسلام للوقاية من الفتنة بالنساء وسد ذرائع الشر والفساد انه حدد لباس المرأة بشروط وضوابط يجب عليها ان تتقيد بها, فأما ما يتعلق بتفصيل لباس المرأة المسلمة فلابد له من شروط اربعة: الاول ان يستوعب اللباس جميع البدن ليكون ساتراً للعورة ولزينة المرأة الثاني الا يكون اللباس ضيقاً يصف جسم المرأة فالتي تلبس الضيق الذي يصف مفاتن جسمها وتخرج الى مجامع الرجال فهي من الكاسيات العاريات اللاتي قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم العنوهن فانهن ملعونات ومن معاني الكاسيات العاريات ان تلبس المرأة ثوباً ضيقاً يبدي تقاطيع خلقها مثل الساعد والعجيزة، وتزيد الامر قبحاً وشناعة بأن تضع فتحات جانبية الى اسفل تظهر ساقيها وجزءاً من اسفل فخذها, الثالث الا يشبه لباس الرجل الرابع الا يشبه لباس الكافرات. وعلى اولياء امور النساء ان يعتنوا بهذا الجانب فلباس المرأة عنوان حيائها وحشتمها ثم مع ذلك ينبغي الا يكون اللباس زينة في نفسه ولا يكون خفيفاً يصف ما تحته وان الناظر في احوال البعض يجد تساهلا وتفريطا عظيماً في هذا الجانب فكثير من اولياء النساء لا يوجهون من تحت ايديهم الى اللباس الشرعي للمرأة المسلمة بل يتركون هذا الامر لهن ولربما اطاعوا نساءهم فيما يغضب الله عز وجل قال الحسن رحمه الله والله ما اصبح اليوم رجل يطيع امرأته فيما تهوى الا اكبه الله تعالى في النار . ان من اكبر اسباب انحراف كثير من النساء في اللباس الشرعي ولبس الثياب القصيرة هو تقبل عادات الكافرات والفاجرات حيث خدع الكثير منهن بما يسمى بالموضة فتتابع المسلمة مع شديد الاسف مجلات الازياء التي انتشرت في المكتبات، وهذه المجلات فيها اضرار كثرية فهي تشتمل على صور فتيات شبه عاريات ومعلوم ان اقتناء الصور حرام كما ان هذه الازياء والموديلات تتنافى غالباً مع احكام الشريعة في لباس المرأة، ان هذه المجلات تلعب بعقل المرأة وتجعلها حقلاً للتجارب، وتبعاً مقلداً لاعداء الاسلام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم , فأين القيام بالمسؤولية ايها الاولياء؟ واين التوجيه لآداب الاسلام؟ تصلنا والله اخبار مزعجة عن تصرفات بعض الفتيات في شعورهن ولباسهن فالبعض منهن تقص شعرها كالرجل تماماً والبعض تلبس لباساً فاضحاً يظهر من جسمها مالا يجوز اظهاره حتى لبنات جنسها، فيا سبحان الله، اين الحياء الذي هو من الايمان؟ واين دور الاب والام والزوج في هذا المجال؟ الا يعلم اولئك انهم مسؤولون عنهم ومحاسبون فان الله سائل كل راع عما استرعاه واعلموا ان الستر والصيانة والحياء من اعظم العون على العفاف والحصانة، وان احترام الاحكام الشرعية في علاقة الجنسين بعضهما ببعض هو صمام الامن من الفتنة والعار والفضيحة والخزي. احذروا اجهزة الفساد المسموعة والمرئية التي تغزوكم في عقر داركم، فانها باغانيها الماجنة ومسلسلاتها المفسدة، تدعو نساءكم وابناءكم الى الافتتان، وتضعف منهم الايمان، وقد قيل حسبك من شر سماعه,, فكيف برؤيته! صونوا بناتكم وزوجاتكم، واياكم والتهاون وتعريضهن للاجانب ف ان الرجال الناظرين الى النساء مثل السباع تطوف باللحمان ان لم تصن تلك اللحوم اسودها اكلت بلا عوض ولا اثمان ان الغيرة هي حماية الرجل لزوجته وقريبته ومنعه ان يدخل عليهن او يراهن غير محرم، وهي من صميم اخلاق الايمان فمن لا غيرة له لا إيمان له ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اغير الخلق على الامة فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح اي بحد السيف لا بعرضه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعجبون من غيرة سعد؟ والله لانا اغير منه والله اغير مني ومن اجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن رواه البخاري ومسلم, وضد الغيور الديوث وهو الذي يقر الخبث في اهله او يشتغل بالقيادة عليهم، قال العلماء: الديوث الذي لا غيرة له على اهل بيته, والذي يدخل الرجال على حرمه بحيث يراهن. اللهم احفظ نساءنا ونساء المسلمين من كل سوء وفتنة يا رب العالمين.