يقام هذه الأيام في العاصمة السعودية الرياض مهرجان الجنادرية السادس عشر الذي يحتوي على مجموعة من النشاطات التي تجسد تراثنا الأصيل, من أهداف هذا المهرجان هو جمع المأثورات الشعبية والعادات القديمة وعرضها على الجيل الحالي ليتعرف على طريقة الحياة التي كان يعيشها أجداده من قبل والتي كانت بدائية ولا تخلو من المشقة والتعب. وفي كل المجتمعات الإنسانية من الطبيعي ان يوجد عادات ومعتقدات قديمة وهي عبارة عن مخلفات لماض لم يدوّن. ولهذا جاءت فكرة انشاء هذا المهرجان الذي سيساعد على توضيح الفروق في البيئة الاجتماعية والمنازل والأبنية والحرف والأدوات التي كانت تستخدم قديما في المملكة العربية السعودية وبين مثيلاتها في مجتمع آخر حيث ان لكل مجتمع خصوصيته. هناك اهتمام عالمي بالتراث وقد قامت بعض الدول بإنشاء متاحف دائمة للتراث، ومن أشهر هذه المتاحف المتحف الشعبي الويلزي الذي أنشئ في كارديف عام 1946م، والمتحف الشمالي استكهولم الذي أنشئ عام 1873م وقد أصبحت هذه المتاحف معرضا للحياة الشعبية، والمباني القديمة، وحدائق للحيوانات الحية، ومكانا للترفيه. ولقد بلغ الاهتمام بالتراث بأحد العلماء الألمان ويدعى رايل بأن وضع علما خاصا للتراث وسماه الفولكسكنده الذي يبحث في التراث الشعبي للشعب الألماني. وفي أنحاء أخرى من أوروبا هناك دارسون للتراث الشعبي مثل كرون ومثل فون سيدو اللذين طورا فكرة التراث الشعبي كأدب شعبي سائد؛ وكل ذلك دليل على الحاجة إلى معرفة وثيقة بتفاصيل الحياة الشعبية وأساليبها لما للتراث من أهمية كبيرة فهو يتضمن الإبداع التقليدي للشعوب. ومما يثير الاعجاب حقا اهتمام قادة هذه البلاد بالتراث فلم يقف الحد عند تقديم التسهيلات والتمويل المطلوب لإقامة مثل هذه المهرجانات، بل وصل الأمر إلى المشاركة الفعلية مع الشعب في احتفالاتهم ورقصاتهم. ليس غرضي من هذا الحديث هو الإحصاء وإنما غرضي الأساسي هو التأكيد على الدور الذي تقوم به المتاحف والجهد الذي تبذله في حفظ التراث الشعبي,, لا شك أن أحدا من المهتمين بالتراث في هذا البلد قد اقترح أن يكون مهرجان الجنادرية متحفا دائما بدلا من المهرجان السنوي وأنا أضم صوتي إلى صوته، ولو أصبغ عليه الصبغة التجارية لكان ذلك ضماناً لنجاحه واستمراريته.