الحمدلله ولي المتقين رب الخلق أجمعين والصلاة والسلام على سيدنا سيد الأولين والآخرين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين وتجعلنا اللهم وحق المؤمنين عليك نسألك سؤال المتضرعين إليك أن تعظم الأجر والمثوبة لأستاذنا وشيخنا فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذي اخترته إلى جوارك، اللهم وأجرنا معه بجوارك عز جارك وعظم سلطانك ولاحول ولا قوة إلا بك,, اللهم يا حي يا قيوم وأنت العليم الخبير تعلم ضعفنا بين يديك وتعلم حاجتنا إليك خلقتنا ورزقتنا وهديتنا إلى دينك الحق وعلمتنا كلمة الحق فاللهم ثبتنا على الحق وقنعنا بما رزقتنا وقد قلت وقولك الحق ادعوني استجب لكم فاللهم الطف بأمة الإسلام، اللهم وعوضها عما جرت به المقادير بما هو خير للإسلام والمسلمين، اللهم اغفر لفقيد أمتك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين وارحمه وعافه واعف عنه، اللهم جازه بالحسنة احساناً وبالسيئة عفواً وغفراناً، اللهم جازه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء فقد كان أميناً في تبليغ رسالتك وصادقاً في تحمل هموم أمتك ضارعاً إليك فيما احتار فيه من أمر خليقتك كان زاهداً في المظاهر والمناصب بل نصب نفسه لإظهار دينك كما كان بعيداً عن مواقع التكالب على الدنيا والمزاحمة عليها بالسواعد والمناكب بل نذر نفسه في سحابة نهارها على تعظيم شأنك وتعليم شرعك وحبسها في دجى ليلها على مناجاتك وتدبر حكمتك وقرآنك,, عرفه بذلك أهله وذووه وخبر به تلاميذه ومحبوه ومحتاجوه,, كان عظيم الشأن وتقي اللسان بعيداً عن الغلو واللغو ,, اللهم يا علي يا عظيم يا من أحصيت لكل عمله ووعدت أجره واجرته، اجعل ما قدمه شيخنا من عمل صالح يرجو به مغفرتك ويخاف به عذابك اجعله في ميزان صالح أعماله,, اللهم يارب تجاوز عما تكون قد زلت به قدمه أو تعجل به لسانه فلم يعد له يا رب اليوم ما يقدمه إلا ما قدمه من عمل صالح نرجو ان يكون من ثمار بذرته فاستجب اللهم دعاءنا له. لقد علمنا شرعك وتوحيدك، وبين لنا حقك وفضلك وتمجيدك,, لقد علمنا صغاراً وأرشدنا كباراً وبادلنا النصح سراً وإعلاناً,, اللهم يا من يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور يارحمن الدنيا والآخرة ارحمه رحمة من عندك تيسر عليه الحساب وتؤنس وحدته تحت التراب وتعظم بها على الأجر والثواب,, اللهم أقر أعيننا واجعلنا في هذا الدعاء من أهل الدعاء المستجاب,, اللهم استجب دعاءه ودعاءنا له,, اللهم أكرم نزله وأعلي منازله,, كلنا بائع نفسه فمعتقها أوموبقها فاللهم اعتق رقبة شيخنا ورقابنا من النار يا رب قد عظمت الذنوب وتكالبت الشرور وكثرت الغفلة والفجور وقلت الحسرة والندامة والخوف من يوم النشور يوم لاينفع مال ولا بنون,, وما اختيارك يا رب لفقيدنا الا دليل على عظمتك في الصدور وحب خلقك لجندك وأوليائك الصالحين فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل المبطلون,, اللهم والطف بنا فيما جرت به المقادير,, لقد حمل كتابك وبين للناس حكمك وأحكامك,, حلالك وحرامك فبلغ الأمانة على قدر الاستطاعة وكان متواصلاً مع عبادك في مسجده وعلى منبره ومن كرسيه وعلى قدمه وأخيراً على سريره يوم استكانت قوته,, بذل ما نال من مالك وما نال إلا القليل، وقدم ما ورث من رسلك وانبيائك للصغير وللكبير,, خرج من هذه الدنيا بأقل القليل,, لم يهدف إلى القول المثير ولا إلى الفراش الوثير,, لكنه خرج للقائك جل جلالك بالشيء الكثير,, خرج بما يحتسبه ونحتسبه كذلك عندك وبفضلك بأجر عظيم,, خرج من هذه الدنيا بحبك وحب لقائك وحب حبيبك ونصرة دينك وخدمة دعوتك ونصح عيالك,, حرص رحمه الله على أن يكون الإسلام لهم سلوكاً,, شعوباً وملوكاً فكان محل تقدير الجميع أيام حياته وعند وبعد وفاته,, يا رب لقد توجه الناس إليك في يومين من أفضل ايامك بالصلاة عليه طلباً لمغفرتك ورضوانك فاللهم تقبل جهدهم ولا تحرمهم سؤلهم,, اللهم وأصلح شأننا وشأنهم,, اللهم حقق سؤلنا وسؤله وسؤالهم,, اللهم أنزله منازل الأخيار وأسكنه مساكن الأنبياء والصالحين وعبادك الأبرار,, يا رب لقد اشتغل بطاعتك يوم اشتغل الناس بالدرهم والدينار,, يا رب اللهم ارحم هذه العيون الباكية والدموع الشاكية يا أملنا ومولانا,, يا رجاءنا,, اللهم اشغلنا بطاعتك وسخرنا لنصرة دينك وشريعتك وحبك وحب من يحبك وعلى رأسهم حبيبنا وحبيبك صلوات الله وسلامه عليه, رحمك الله أيها الناصح الأمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. د, عبدالله بن صالح العبيد