كانت ليلة ليست كبقية الليالي عندما أتاني اتصال من أحد الزملاء وكان الاتصال ليس كبقية الاتصالات وأخبرني بخبر ليس كبقية الأخبار وأول ما بدأ قائلاً: أحسن الله عزاءك فتساءلت يا ترى من الفقيد الذي افتقدته ثم قال الشيخ ابن عثيمين وعند دخول هذا الاسم إلى ذاكرة المخ لم يلبث القلب إلا وتفاعل معه فاهتز بدني واقشعر جلدي، ولم أكن أصدق ما سمعت ولكن تذكرت كل نفس ذائقة الموت وهذه حكمة الله في خلقه جارية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا تعالى انا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها، مات ابن عثيمين وقد ترك بعده كنوزاً من العلم الجم فلم يدخر وسعاً في نشر ما تعلمه ولا يكاد شخص يطرق وسيلة من وسائل الإعلام إلا وللشيخ فيها مشاركات سواء كان ذلك تلفزيونياً أو اذاعياً أو صحفياً، ونشهد الله على أنه قد بلّغ ما تعلمه وقد أفاد وأوصله إلى الناس ولم تكن مصيبة موته على أهله فقط بل شملت أبناء الشعب السعودي بل أبناء العالم الإسلامي بأسره الذي سيفقد كرسيه في الحرم وستفقده جامعة الإمام وسيفقده نور على الدرب وسيفقده طلابه، ولكن مع ذلك ما زال ابن عثيمين حياً بيننا بمؤلفاته وأشرطته ورسائله، وعلينا نشر علمه وايصاله للناس وللأجيال القادمة ليبقى ابن عثيمين حياً في القلوب إلى الأبد بإذن الله ونسأل الله أن يغفر له ويرفع درجته في عليين وان يجمعنا به في الجنة. علي عبدالله محمد آل ا لشيخ