يرصد المحرر بجريدة الجزيرة عبدالكريم الرويشد يومياً منذ سنوات تحت زاويته المتميزة (إلى رحمة الله) أسماء الذين انتقلوا للدار الآخرة وفارقوا هذه الحياة الفانية. وقد كنت ولا أزال من المتابعين لما يسطره لنا كل يوم لكون هذه الزاوية من أبلغ المواعظ التي توقظ الإنسان من غفلة اللهاث وراء مغريات لاحياة وملذاتها، ونسيان المآل الحقيقي للمرء بعد موته. وقد لمست عن قرب عندما توفي والدي رحمه الله قبل شهرين تقريباً مقدار الجهد الذي يبذله (أبو أنور) في متابعة الجنائز ورصد أسمائها، والاتصال المستمر بمغاسل الموتى والجوامع الكبرى التي تقام فيها الصلاة على الجنائز، كما أنه يقدم في نهاية كل شهر إحصائية شاملة عن الذين انتقلوا إلى رحمة الله طيلة أيام الشهر. وفي نهاية السنة يعرض إحصائية عن عدد الوفيات خلال العام المنصرم مقارنة بالأعوام السابقة. ومع أن النفوس بطبيعتها تنفر من ذكر الموت إلا أن تذكيرها بهذه الحقيقة أمر مطلوب لا سيما في هذا العصر الذي طغت فيه الماديات على حياة الناس وشغلتهم عن العناية بما يبقى لهم بعد موتهم ومفارقتهم هذه الحياة، وهذا هو الأهم الذي ينبغي أن يعتنوا به، ويحرصوا عليه أشد الحرص، لأن الدنيا في حقيقتها دار ممر وليست بمستقر. ولا يدري الواحد منا متى سيغادرها، ومتى يدرج اسمه ضمن أسماء الراحلين. أحمد بن عبدالعزيز النغيمش