يوماً بعد آخر يثبت لنا الإنترنت أن بيننا مواهب مدهشة في النقد والتحليل والتفاعل مع مجريات العصر، نسميهم (هواة) وهم في واقع الأمر محترفون لا يقلون موهبة عن الظاهرين على سطح الإعلام، وأصبح هذا الأمر جلياً وبكثرة بعد أن أصبح الإنترنت هو المتنفس السهل الذي يصل إلى ملايين الناس دون أي عناء. علاء المكتوم (سعودي) أراد أن يصنع فيلماً توعوياً يدهش كل مشاهديه، وعند تصفحك لموقع (اليوتيوب) الشهير بمقاطع الفيديو على الإنترنت ستشاهد على هذا الرابط (http://www.youtube.com/watch?v=hlUplHf3OoA) فيلماً حمل عنوان (إرهاب الشوارع). ويتحدث عن خسائر الأرواح والمادة من جراء حوادث السير اليومية والسنوية في مختلف دول العالم، ومنها السعودية، مع مقارنتها بما خلفته حوادث الإرهاب وبعض الحروب الطاحنة لتتفوق الحوادث عليها ببون شاسع. هذا الفيلم شاهده حتى يوم أمس الأول أكثر من مائتين وثمانين ألف مشاهد، رغم أن الفيلم قد تم (حقنه) على اليوتيوب قبل نحو أسبوعين فقط. هذا الفيلم يعطي دورا كبيرا في تنشيط ذاكرة المشاهدين، وبه لفتات ذكية تعتمد على أرقام مهولة ومعتمدة استقاها علاء من مصادره، حيث جاء السرد متناسقاً ومعبراً ومقنعاً. واعتمد علاء المكتوم على إحصاءات من مصادر متنوعة لسنوات متعددة، بها نسب ارتفاع أو انخفاض في معدلات الحوادث بدول مختلفة، وتبين تفوق السعودية في خسائرها المادية والبشرية بسبب الحوادث؛ لتتصدر قوائم الدول إذا ما قورنت بخسائر الدول الثانية من الحروب والاضطرابات الدموية. وكان لوفاة (عماد) ابن خاله في حادث مروري مؤسف الدور الأبرز في تهيئة الجو العام لعلاء والحافز الأكبر لإنتاج هذا الفيلم؛ ما جعله يفرغ نفسه لمدة 37 يوماً لجمع البيانات الخاصة بالفيلم وإدراجها في سيناريو يتناسب مع القضية. وقد ذكر المكتوم البرامج التي استعان بها لتنفيذ عمله، وهي: Autodesk 3ds Max 2009 Adobe Illustrator CS4 Adobe Photoshop CS4 Adobe Premiere CS4 Adobe After Effects CS4 وذكر علاء المكتوم أن الغاية من فيلمه هي التوعية، وقد حرص على عرض المشكلة بطرق مبتكرة تسعى للفت الانتباه والتأثير في النفوس، آملاً أن تلقى رسالته التي يحملها الفيلم كل المصلحة السعودية الذي تمنى لها الأفضل، وأن يسعى الجميع إلى إيقاف هذه المجزرة. مصادر الفيلم كتاب الحوادث المرورية دراسة وتحليل، والعوامل الاجتماعية المؤثرة في ارتكاب المخالفات المرورية، وقيادة صغار السن وتأثيرها على المخالفات المرورية، والمؤثر الإحصائي السنوي للحوادث والمخالفات المرورية، وأثر تقنين السرعة في المخالفات المرورية. المحرر: مثل هذه المواهب يجب أن تجد لها الصدر الكبير، وتجد حاضنا لفكرها ومواهبها، في الوقت الذي يستخدم فيه البعض وسيلة الإنترنت لأغراض مشبوهة تقوض المجتمع وتهد من عزيمته. هذا الفيلم تقنيته عالية وأرقامه تعطي مؤشرات كبيرة بأن الوضع خطير، وهو مناسب جداً في هذه الأوقات مع الحملة الوطنية للحد من المخالفات المرورية (ساهر)، ونرجو من الزملاء في الإدارة العامة للمرور الاطلاع على هذا الفيلم وتبنيه، وكذلك الزملاء في بقية وسائل الإعلام، وخاصة التلفزيون والإذاعة ومثله كثر.