مع إيماننا التام بقضاء الله وقدره وتسليمنا بأن كل نفس ذائقة الموت لا محالة وإن طال بها الأمد، ودّعت عنيزة يوم التاسع من شهر ربيع الأول من هذا العام أحد رجالاتها الأوفياء، ودعته إلى حيث المولى القدير في مشهد امتزجت فيه الدموع بالدعوات الصادقة وألهبت الأكفة تضرعاً للحي القدير أن يتغمد فقيدها بوافر الجنان. إن القلب في لحظات كتلك ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. موقف لا يمكن ذكره من خلال أسطر عابرة أو كلمات متسارعة، فالموقف أبلغ من أن يختصر هنا والحدث عظيم. منذ خمسة عشر عاماً عرفته (ونعم المعرفة) فقد كان الأب والأخ والصديق، لازمته مديراً لإدارة الأوقاف والمساجد بمحافظة عنيزة في حقبة زمنية مضت، فترة ذهبية لا أستطيع وصفها، كان فيها مثالاً للأخوة والصداقة. لمن لا يعرف الشيخ (حمود بن موسى العبيد الله) فقد انتقل إلى رحمة ربه -رحمه الله- وودعنا حياتنا الزائفة إلى خير مآل بإذن الله، وكان طيلة فترة عمله مضرباً لأروع الأمثلة في تأدية الأمانة وإيصال الرسالة بشكلها الصحيح، وأيضاً كان مجلسه اليومي في مزرعته بالعيارية بعد كل مغرب مجمعاً للأصحاب والأصدقاء والأقارب. ودع دارنا الدنيا، دار أحبابه وأقاربه وأصدقائه إلى جنة الخلد بحول من الله وقوته.. ودعنا ونحن لا نقول سوى (رحمك الله يا شيخنا الفاضل رحمة واسعة وأكرمك من فضله وسعته).