تعرف أقارب المعلم المفقود في وادي الرمة أحمد الرعوجي على هويته في مستشفى الملك سعود في عنيزة. وأوضح شقيق المعلم الراحل عبدالله الرعوجي ل«الحياة» أنهم تعرفوا عليه من ملامحه الخاصة، حامداً الله على قضائه وقدره، ومثمناً جهود فرق الدفاع المدني التي استمرت في العمل أكثر من خمس أشهر حتى عثرت عليه. وأشار إلى أنه يجري حالياً تحليل جثة أخيه، وتم أخذ عينات من والديه لاستكمال الأوراق الرسمية قبل الصلاة عليه، التي لم يتحدد وقتها بانتظار استكمال استخراجه من المستشفى. من جهته، أكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني في القصيم الرائد إبراهيم أبا الخيل أن مواطناً أبلغ أفراد الدفاع المدني الموجودين في منطقة العمل في وادي الرمة عن «رائحة» تنبعث من منطقة داخل الوادي، وعلى الفور تم الحفر في الموقع من رجال الدفاع المدني، ووجدت الجثة على عمق متر و20 سنتيمتراً. وذكر أنه تم استدعاء جميع الجهات المعنية لإجراء الفحص اللازم، قبل أن تنقل الجثة إلى مستشفى الملك سعود في محافظة عنيزة لإجراء الكشف الأولي عليها والكشف عليها من الطبيب الشرعي، وتحديد الحمض النووي للتأكد من هوية صاحب الجثة. وتعود عمليات البحث عن المعلم إلى التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) حينما حاول المعلم المتوفى قطع مجرى وادي الرمة مع زميله، لكن الأخير رفض مرافقته وطلب النزول من السيارة في حين تقدم الرعوجي صوب الوادي لتهوي به السيارة داخل المجرى. وحاولت فرق الدفاع المدني العثور عليه، واستمرت عمليات البحث خمسة أشهر وعشرة أيام، واستخدمت في البداية قوارب مائية وأكثر من ثلاثين غواصاً، لكن قوة دفع جريان الوادي منعتهم من المواصلة، لتتم الاستعانة بمعدات ثقيلة لردم الوادي ومحاولة تجفيفه وتغيير مجراه ولم تنجح تلك المحاولات، وبعد 11 يوماً من البحث تم العثور على سيارته على بعد 300 متر من مكان فقدانه، فيما لم يتم العثور عليه، لتبدأ مرحلة جديدة من البحث من خلال الاستعانة بالكلاب البوليسية وأكثر من 100 فرد لمسح مجرى الوادي على طول 30 كيلومتراً تساندهم طائرة عامودية، من دون أن تجدي نفعاً، وكانت آخر المحاولات التي بذلها الدفاع المدني الاستعانة بجهاز يكشف عن العظام المدفونة تحت الأرض لكن لم يتم العثور عليه.