تباينت آراء المداخلين على أمسية الباحثة منى المطرفي عن الفخر والحزن في شعر أبي فراس الحمداني بين مشيد بالشاعرية الفذة لشاعر بني حمدان، ومتتبع للمذهب العقدي للشاعر واتهامه بالتشيع، فيما تقاسمت بقية المداخلات الوقت والورقة بين فريق أشاد بها وآخر وصفها بالعادية والمرتبكة لغوياً ومنهجياً. وكانت منى المطرفي قدمت محاضرة في نادي الباحة الأدبي، مساء الأحد الماضي، أسبغت على شخصية أبي فراس المديح والإطراء، مستدعية من خلال أبيات قصائده ملامح فروسيته ونبله ونباهة عقله، لافتة إلى مفاخرته بقبيلته المتصدية للروم والمستشعرة مسؤولياتها القومية والدينية. وأرجعت حزن أبي فراس إلى منافسة الحساد له، وحقدهم على حظوته عند سيف الدولة، مشيرة إلى أن الشاعر كثيراً ما رأى نفسه امتداداً لسيف الدولة من خلال تعداد فضائل بني حمدان، مبتدئاً ومنتهياً بسيف الدولة، مستعرضة جوانب عدة من مسيرة حياته وسجنه، محمّلة الحزن مسؤولية تغيير دوافع الشاعر وامتثال إبداعه للتغيير قوة وأسلوباً وصورة. وشهدت الأمسية، التي حضرها عدد من أساتذة جامعة الباحة، سخونة عبر مداخلات عدة، منها مداخلة المؤرخ سعد الكاموخ الذي دعا إلى تتبع تاريخ بني حمدان للتعرف على تشيّعهم وانتماءاتهم المذهبية المؤثرة في نتاج شعرائهم، ومنهم أبوفراس، مستعيداً نتاج أدونيس ومذهبيته، ليتصدى له الشاعر غرم الله الصقاعي بالرد بأن الإبداع لا عقيدة له، لافتاً إلى أن أبا فراس حالة فنية وإبداعية، بصرف النظر عن توجهه ومذهبه وطائفته. من جهة أخرى، يستعد رئيس وأعضاء «أدبي الباحة» للقاء أمير المنطقة الأمير محمد بن سعود، لإطلاعه على نشاط النادي في الفترة المقبلة، وإهدائه درعاً تذكارية باسم مثقفي الباحة.