نقلت مخرجة سعودية «زواج القاصرات» من أروقة القضاء ودراسات وزارة العدل التي لم تبت بعد في هذه النوعية من الزواجات إلى فيلم سينمائي مدته سبع دقائق. ولم تكتف المخرجة ريم البيات في فيلمها الجديد «دمية»، بإلباس بطلة الفيلم «أصيلة» الطفلة العروس طرحة سوداء، لإيصال رسالة الفيلم إلى المتلقي، بل رسمت الساعات الأخيرة والحرجة التي تعيشها فتاة قاصر (12 سنة)، قبل الزج بها إلى عش الزوجية، بعدما أوصدت عليها أبواب غرفتها، يتنازعها الأمل بأن تحظى برحمة والديها، خصوصاً أن الحدث الدرامي يبقي قضيتها بمعزل عن أي تدخل خارجي، يمكن أن يكون فيه خلاصها، بيد أن الفيلم ينتهي من دون انفراجة أمل. وتقول البيات في تصريح إلى «الحياة»: «أبقيت مشاهد الفيلم بمنأى عن استجداء عواطف المتلقين»، مرجعة تبنيها لفكرته المستقاة من عدد من القصص الواقعية، وآخرها قصة «فتاة بريدة» إلى كون الموضوع «شائكاً»، موضحة أن الفيلم «يطرح تساؤلاً: كيف يمكن أن تربي الطفلة طفلة؟ فالأم في الفيلم ثلاثينية وكأن الأحداث تعيد نفسها». وعزت اختيارها العنوان إلى أن «بعض الآباء يتعاملون مع الأبناء على أساس أنهم دُمى». وأشارت إلى أن الفيلم الذي كتب سيناريوه أحمد الملا، «استغرق الإعداد له نحو شهر ونصف الشهر»، مبيّنة أنها استخدمت «أربعة آلاف مشهد من خمسة آلاف لقطة، تم تصويرها في القطيف بتقنية التصوير الفوتوغرافي». والفيلم من بطولة الطفلة نور المشامع، إضافة إلى كل من الفنان عبدالله الجفال، والفنانة شعاع توفيق، ومونتاج بدر الحمود، ومساعدة مخرج هالة القوصي، وموسيقى الفنانين فواز الشواف وعصام الغامدي. يُذكر أن فيلم «دمية» سيشارك في عدد من المهرجانات العربية والدولية، بدءاً من مهرجان الخليج السينمائي الثالث في دبي، الذي شهد عرض أول أفلامها «ظلال» في دورته الثانية العام الماضي.