أكد رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط أن «هناك الذئاب المالية والذئاب الطائفية والذئاب الاقطاعية، وكل منها يؤدي دوره لإسقاط أي طرح أو فكرة لا تتلاءم مع مصالحها أو مشاريعها أو أهدافها»، معتبراً أن «وادي الذئاب اللبناني يضم أيضاً من يقومون بالتدمير المنهجي للأبنية التراثية اللبنانية القديمة لاستبدالها بأبراج من الباطون والاسمنت التي تكاد ترتطم بالسماء بدل الحفاظ على التراث المعماري التقليدي اللبناني»، وسأل: «أين بلدية بيروت ووزارة الثقافة من هذا الموضوع؟». كما انتقد المعترضين على طرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية. وقال جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» ينشر اليوم: «كم هو معبّر إسم المسلسل التركي «وادي الذئاب» الذي أغضب إسرائيل وتسبب بأزمة ديبلوماسية كبرى مع تركيا، لكن ما هو أكثر إيلاماً هو انطباقه على عدد من الامور في لبنان، إذ ما ان تطرح مسألة أو قضية أو عقدة حتى تنقضّ الذئاب من كل حدب وصوب»، وقال: «المطلوب تطبيق الدستور لناحية تشكيل الهيئة (لالغاء الطائفية السياسية) على أن تستوعب وتناقش كل الهواجس لدى بعض القوى داخل الهيئة التي لن تتفرد بقراراتها أو تفرضها فرضاً بل ستشكل موقعاً للبحث الهادئ في هذا الموضوع الشائك الذي يعوق تقدم الحياة السياسية». ورأى أن «التشاور الوطني العريض في هذه الهيئة يشكل مدخلاً ملائماً لبناء توافق عام حول هذا الموضوع عبر درس الاقتراحات التنفيذية لإلغاء الطائفية السياسية وتبديد الهواجس المعترضة»، سائلاً عن سبب ربط مسألة إلغاء الطائفية السياسية بقضية سلاح المقاومة «الذي يبقى موضوع نقاش ضمن هيئة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية توصلاً لخطة دفاعية في التوقيت المناسب تتيح تأطير كل القدرات الدفاعية اللبنانية لمواجهة العدو الاسرائيلي». واستغرب الانتقادات التي طاولت مصالحة الشويفات، معتبراً أنه «كان من المستحسن ألا يقع بعضهم في هفوات اللسان». وتابع جنبلاط: «الذئاب في لبنان يقتلعون أيضاً أشجار السنديان في راشيا لتحويلها فحماً للتدفئة أو بيعها كفحم يعزز ثقافة النارجيلة ويقتلعون أشجار الزيتون القديمة في حاصبيا لبيعها الى احدى كبريات الشركات التجارية في بيروت، ومأساة الاشجار القديمة تتكرر أيضاً في عكار». ولفت الى آخرين «يملكون الكسارات والمرامل في عين دارة وسواها، والذئاب إياهم هم الذين منعوا في الماضي إقرار قانون الأملاك البحرية فتحولت الشواطئ الى مجمعات ومنشآت ضخمة يحظر دخول غير الميسورين اليها، بالاضافة الى تشويهها طبيعة الشواطئ وبيئتها». وأضاف: «ماذا عن ذئاب المخدرات التي تنهش المجتمع اللبناني والاجيال الصاعدة وتخرب النسيج الاجتماعي والعائلي وهي آفة أصبحت منتشرة بقوة وكثرة في لبنان؟»، سائلاً: «أين الاجهزة الرسمية المختصة والمولجة بمكافحة هذه الآفة، لا سيما قوى الامن الداخلي أم أن هناك تواطؤاً ما مع كبار المصنعين من ذئاب المخدرات؟». وأعلن جنبلاط أنه يتوقع «سلفاً انقضاض الذئاب علينا غداً مع فتح ملفات الخصخصة لبيع أملاك الدولة ومرافقها وملكياتها وإتاحة المجال للشركات التجارية العابرة للقارات من أن تتملك ما تبقى من مرافق عامة للدولة بدل البحث في صيغ تؤمّن التوفيق بين الحفاظ على ملكية الدولة وتطوير خدمات القطاعات». وقال: «الذئاب في العالم ينقضون على الإعلام والحريات الإعلامية لمجرد أن وسائل إعلامية لا تتفق مع مصالحهم بالرأي وتقول الحقيقة». وتوقف «أمام اللعنة التاريخية التي لاحقت هذا الشعب في هايتي بدءاً من الاستعمار مروراً بالانظمة الديكتاتورية وصولاً الى غضب الطبيعة».