تشكّل الطاقة المتجددة «ثورة خضراء في القرن الحالي» وسيكون العقد المقبل عقد الطاقة المتجددة كما كان العقد الماضي «عقد الإنترنت». وارتفعت قيمة الاستثمارات المطلوبة في قطاع الطاقة المتجددة بين عامي 2004 و2009 إلى 155 بليون دولار، ما يتطلب تعاوناً دولياً لتطوير التكنولوجيا اللازمة لتلبية احتياجات الطاقة للعالم الذي سيبلغ عدد سكانه تسعة بلايين نسمة عام 2050، فيما لا تتوافر الكهرباء حالياً لنحو 1.5 بليون شخص وتواجه البشرية التغيير المناخي الذي يُعَد أكبر تحدٍّ يواجه البشرية والأرض حالياً. بهذه المواضيع حدّد سبعة من المسؤولين السياسيين الكبار في العالم إطار العمل في مجال الطاقة المتجددة أمس في الجلسة الأولى ل «القمة العالمية الثالثة لطاقة المستقبل 2010» التي افتتحها ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في «مركز أبو ظبي الدولي للمعارض» بمشاركة 3500 مسؤول وخبير في مجال الطاقة المتجددة. وأكد متحدثون في القمة التي تنظمها «شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل» (مصدر) أهمية تفعيل التعاون المشترك بين دولهم لتطوير حلول فاعلة لتعزيز استخدامات الطاقة المتجددة وتطوير التكنولوجيات الخضراء وتبادل المعلومات والمعرفة. وشدد الرئيس التنفيذي ل «مصدر» سلطان الجابر على أن المشاركات الدولية في قمة أبو ظبي تؤكد إيلاء العالم أهمية للبحث عن طاقة بديلة ومتجددة تساهم في القضاء على أزمة تأمين الطاقة في المستقبل، مشيراً إلى تأسيس «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» (إيرينا) الذي جاء بفضل جهود دول كثيرة، ومعتبراً أن مشاركة أكثر من 142 دولة في الوكالة انعكاس لأهمية الطاقة المتجددة. ورأى الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس أن انعقاد القمة العالمية في أبو ظبي يأتي بعد شهر على قمة كوبنهاغن التي فشلت في التوصل إلى اتفاق ملزم للدول للحدّ من الانبعاثات الكربونية وأن شعوب العالم لا تقبل باتفاق ضعيف لا يلبي الحد الأدنى من المتطلبات لكبح تداعيات التغيرات المناخية. وشدد رئيس جمهورية المالديف محمد نشيد على أن تداعيات التغيرات المناخية خطيرة للغاية وستؤدي إلى اختفاء دول مثل المالديف، واعتبر أن قمة كوبنهاغن لم تتخذ أي إجراءات فاعلة يمكنها أن تمنع حدوث الكارثة، داعياً إلى العمل على وضع برنامج عالمي لحماية كوكب الأرض ودعم الدول الفقيرة في تبنيها حلول الطاقة البديلة. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الطاقة المتجددة باتت تشكل قضية عالمية بسبب زيادة السكان وارتفاع متطلبات العالم من الطاقة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. وقال: «إن الأمن العالمي للطاقة بات أمراً مهماً وأصبحت الطاقة النظيفة والمتجددة والتغير المناخي قضايا مهمة لحياة الإنسان كي نترك للأجيال المقبلة عالماً مريحاً من خلال سياسات متوسطة وبعيدة المدى في مجال الطاقة المتجددة والعمل في شكل متزامن من أجل التقليل من الانبعاثات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري». ودعا رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب المجتمع الدولي الذي فشل في قمة كوبنهاغن قبل شهر إلى اغتنام الفرصة لمواجهة أخطار التغير المناخي، وحض المجتمع الدولي على فعل كل ما في وسعه للتأكد من «صحة الأرض». ولفت إلى أن التوقعات عام 2009 تشير إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الطاقة ما يحمل تبعات خطيرة إذ يرفع استهلاك العالم من النفط 44 في المئة بين عامي 2006 و2033 في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وأكد ولي عهد إسبانيا الأمير فيليب على ضرورة التعاون الدولي وتوحيد الجهود للحفاظ على مصادر الطاقة في العالم وتأمين احتياجاته منها، مشيراً إلى أن 1.5 بليون إنسان محرومون من الكهرباء، ما يتطلب تأمين استثمارات في توليد الطاقة المتجددة وتكنولوجيا تخفض كلفة إنتاجها. وطالب ولي عهد الدنمارك الأمير كريستيان العالم بالعمل باتجاه إنشاء مستقبل مستدام للطاقة النظيفة والإسراع في إيجاد حلول لارتفاع حرارة الأرض ومحاربة التأثير السلبي للتغير المناخي. وأوضح أن قمة كوبنهاغن جمعت قادة العالم وأن الاتفاق الذي خرجت به يمكن البناء عليه.