على مدى قرون من تاريخ البشرية، برز قادة كبار تركوا أثراً في مرحلة من مراحل هذا التاريخ، لكن أثر القائد المغولي جنكيزخان لم يكن كأي أثر، إنه أثر من «دم» تلطخت به يداه شرقاً وغرباً فشكل منعطفاً تاريخياً مهماً ومتغيراً أساسياً في مفهوم القوة والسيطرة. تعتبر رواية «عظام على الهضاب» للكاتب البريطاني كون إيغلدن (الدار العربية للعلوم - ناشرون ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم) الجزء الثالث من السيرة الملحمية للفاتح المغولي جنكيزخان جاءت في تسعة وثلاثين فصلاً، وتحكي قصة هذا القائد الجبار وسيطرته على أبنائه وقادته وإخضاعهم لأوامره أثناء غزوهم للبلدان التي وقعت تحت سيطرتهم. وأهم هؤلاء القادة بحسب المؤلف هم تسوبودي، والابن الأكبر للخان جوشي وشقيقه تشاغاني الذين توغلوا في الشرق. أما الكاتب كون إيغلدون فيصف جنكيزخان بأنه «القائد الجبار لأمة وحّدها بعد أن كانت قبائل، والمنتصر في حربه الطويلة ضد «تشن» عدو المغول التاريخي، تهب عليه رياح المتاعب الآن من الغرب بعد أن قُتل مبعوثوه الى آسيا الوسطى. وعلى الأمة أن تنطلق في رحلتها الأعظم، عبر ايران وعراق اليوم، حتى حدود الهند. وهناك تواجه أعداء تاريخيين وأقوياء كما واجهت على الدوام، ويحدد نهج الخان المصير، إما النصر أو الدمار. أثبت جنكيز مقدرته كمحارب وقائد، وعليه الآن أن يواجه تحديات الحضارة وما تعني لشعبه وقيادته. وأصبح أبناؤه قادة، وعليه أن يختار أحدهم قبل أن يدمروا كل انجازاته. هذا الكتاب سيرة ملحمية للقائد المغولي جنكيزخان، ووثيقة تاريخية لعصر مضى ولكن لا تزال آثاره حاضرة.