أكدت المديرة التنفيذية في برنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف أن عمل الأطفال خرق للقوانين المحلية والدولية، كونه يعد نوعاً من استغلال القصر، كما أنه منافٍ لاتفاقات حماية الطفل، لتأثيراته السلبية على صحة الطفل النفسية والجسدية. وأشارت إلى أن قانون العمل السعودي يحظر استخدام من هم دون أكثر من 15 عاماً، منوهة إلى أن الفئة العمرية من 15 حتى 17 عاماً يسمح لهم بالعمل في أعمال لا تشكل خطورة عليهم، ولا تؤثر في دراستهم أو نموهم العقلي والبدني. وأضافت: «للأسف، توجد عوامل تشجع على تحول الأطفال إلى عمالة، اهمها الفهم الخاطئ للعادات والتقاليد»، واستهجنت مقولة «اتركه يعمل ليكون رجلاً»، مؤكدة أن هذه مفاهيم خاطئة تجني على حياة ومستقبل الطفل. وتابعت: «الحاجة والعوز الاقتصادي تدفع هؤلاء للعمل، وهذا يتم نتيجة نقص الخدمات الاجتماعية في الدولة، ما يتسبب في خروج الابن من المدرسة للعمل ليصرف على أسرته». واكدت وجود نقص في الوعي التوجيهي للطفل الذي لا يتجاوز 12 عاماً، لدى بعض الأسر وبخاصة والديه وتعاملهم مع الأولاد واعتمادهم على الطفل في مصاريف المنزل. وتساءلت عن دور الضمان الاجتماعي لهذه الأسر وأين المؤسسات الاجتماعية التي تؤمن لهذه الأسر دخلاً، بدلاً من أن يعمل الأطفال لإعالة أسرهم. ونبهت إلى خطورة تعرض الطفل العامل إلى «الإيذاء الجنسي»، لنزوله لأماكن العمل مع البالغين معه في العمل، وهو ما قد يؤدي إلى خلق «عاهة نفسية» للمجتمع، مؤكدة على أن من واجب الدولة تأمين الحاجات الضرورية للأطفال وعائلاتهم المحتاجة، لمحاصرة ظاهرة عمل الأطفال. من جهته، طالب الباحث والخبير في اللجنة الوطنية للطفولة الدكتور عبدالرحمن الصبيحي في حديث ل «الحياة» وزارة التربية والتعليم في النظر في وضع هؤلاء الأطفال وسرعة إعادتهم للدراسة صباحاً، وحل مشكلتهم إذا كانوا لا يحملون الجنسية السعودية. وقال الصبيحي: «إن بعض الأطفال الذين نشاهدهم حالياً في الصباح هم أطفال من دون هوية وطنية ولا إقامة عمل لديهم، والمدارس تمنع قبولهم ولا خيار لديهم إلا العمل». وشدد على ضرورة «أن تقبل وزارة التربية والتعليم أي طالب مهما كان»، مضيفاً: «ما دمنا قد استقبلناهم على أرضنا، فنحن مطالبون بتعليمهم وعلاجهم». وذكر الصبيحي أن بعض الأهالي يمارسون سلوكاً خاطئاً تجاه أبنائهم، ويعتقدون أنه ما دام الطفل سعيداً بالعمل فلا مانع من عمله، «ونحن كمتخصصين نقول لهم لا، لأن الطفل لا يعرف مصلحة نفسه ولا يعرف ما هو الصالح له». ولفت إلى أن الطفل مكانه المدرسة أو في الحديقة أو الملاهي يتسلى وهذه فترة مهمة في حياته ليعيش طفولته كما ينبغي أن يعيشها، مستطرداً: «إذا كدح الطفل في هذا العمر متى سيتسلى ويفرح بطفولته، بل سينتقل سريعاً من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الجد في حياة العمل وتكون حياته كلها عمل ولن يسعد في حياته وتكون وبالاً عليه في كبره». وأشار إلى أن الذي يحدث الآن أنهم موجودون من دون صفة نظامية والمدارس رفضتهم فبالتالي سيلجأ إلى العمل صباحاً ليكسب رزقه، لافتاً إلى محاربة هذه الظاهرة إذا عرفت أماكن تواجدهم.