توقع مصدر حكومي مطلع على ملف المفاوضات مع تنظيم «عصائب اهل الحق» إطلاق سراح زعيم «العصائب» الشيخ قيس الخزعلي قبل نهاية الشهر الجاري، فيما أعلن المحاور عن هذه الجماعة سلام المالكي ان ملف الخزعلي «يدرس حالياً في القضاء العراقي» ونفى اي وعود قدمها التنظيم لدعم رئيس الوزراء نوري المالكي خلال الانتخابات المقبلة. وأفاد المصدر الحكومي في تصريح الى «الحياة» بقرب إطلاق الخزعلي كون «أوراق الإفراج عنه في مراحلها الأخيرة». وقال ان «حسم الملف لن يتجاوز نهاية الشهر الجاري». وكانت القوات الأمريكية أطلقت العام الماضي سراح عدد من كبار قادة العصائب هم عبدالهادي الدراجي وحسن سالم وصالح الجيزاني وليث الخزعلي (ابو سجاد) شقيق الأمين العام للتنظيم الشيخ قيس الخزعلي. وصرح سلام المالكي، وزير النقل السابق وعضو لجنة التحاور عن «العصائب» مع الحكومة في اتصال مع «الحياة» ان «ملف زعيم التنظيم بحسب علمنا قيد التدقيق لغرض إطلاقه» ورفض الإفصاح عن اي موعد نهائي. وحول احتمال إعادة اعتقال الخزعلي على خلفية اقتراف اي من عناصر «اهل الحق» جرائم جنائية ضد المدنيين او قوات الأمن الحكومية اشار المالكي الى ان «احتمال الاعتقال مرة أخرى قائم، لكن ليس على خلفية مثل هذه الاتهامات، لأننا خلال التفاوض والحوار مع الحكومة أكدنا ان العصائب لم تنفذ اي عمل ضد الشعب العراقي او المؤسسات الحكومية والأفراد العاملين فيها بأي صفة كانت». وأضاف «أكدنا لهم ان اي جريمة او جناية مرتكبة من هذا النوع يتحمل الجاني تبعاتها القانونية، اما دون ذلك من استهدافات للاحتلال فنحن لا ننكرها». ونفى المالكي ما أشيع عن وعود بدعم «العصائب» قائمة «دولة القانون» التي يرأسها رئيس الوزراء نوري المالكي في الانتخابات المقبلة كجزء من صفقة إطلاق معتقلي الجماعة، وأشار الى ان «الاتفاق المبدئي الذي أجري مع الحكومة يقضي بالمشاركة في العملية السياسية قبل الانتخابات لكن الجماعة فضلت عدم الانخراط في هذا الموضوع الا بعد الانتخابات». وتابع «اما بخصوص دعم دولة القانون او شخص المالكي فإننا لم نتطرق الى هذه المسألة، كما لم نعد أحداً بشيء من هذا القبيل». وفضّل المالكي عدم الخوض في موعد وتفاصيل تسليم جثة الرهينة البريطاني الأخير. وكانت «عصائب اهل الحق» خطفت بيتر مور، المستشار في مجال المعلوماتية، مع اربعة من حراسه الشخصيين في 29 ايار (مايو) 2007 في عملية نفذها 40 رجلاً يرتدون زي الشرطة في مكتب تابع لوزارة المال في بغداد. وأفرجت المجموعة عن مور في 30 كانون الأول (ديسمبر) 2009 ، وذلك بعد ان كانت السلطات البريطانية تسلمت رفاة ثلاثة من حراسه، اثنتين في حزيران (يونيو) 2009 وهما لجيسون كريزويل (39 سنة) من غلاسكو (اسكتلندا) وجيسون سويندلهرست (38 سنة) من سكيلمرسدال (شمال غرب انكلترا) والثالثة ل «اليك ماكلاكلان» في ايلول (سبتمبر) 2009، فيما بقي مصير الرهينة الخامس مجهولاً على رغم اعلان الحكومة البريطانية انه قتل.