معارض فنية متنوعة تتقاسمها قاعات العواصم الخليجية ومدنها الفنية مثل: المنامة والرياضوجدةوالدوحة ومسقط وسواها. في قاعة «المرخية» في الدوحة معرض الفنان القطري فرج دهام بعنوان «الحاجز» وهو يمثل نتيجة جديدة يقدمها الفنان ضمن مسيرته الفنية التي تميز فيها باكراً الى جانب زملائه القطريين(علي حسن الجابر، يوسف احمد، عيسى الغانم، سلمان المالك) وهم يمثلون جيلاً واحداً هو جيل الريادة والحداثة الفنية القطرية، والى جانب جاسم زيني وحسن الملا الأكبر سناً. تتجه تجارب دهام نحو منطقة انسانية شديدة التعقيد، بسيطة التعبير، فهو يسعى الى حمل الحالة الانسانية وفق جماليات وتقنيات ترتبط بالمعادل الفني البصري، والموضوعي الفكري. والفنان في ناحية أخرى يؤكد الجانب النظري وفق علاقة الانساني بالجمالي، وأيضاً العلاقة بالفعل الفني القائم على التفكير الابداعي الذي يقننه الفنان لتحقيق الفكرة. وربما هو يختلف بين أقرانه إذا وجدنا الاهتمام الحروفي وجماليات الكتابة تترسخ في اعمال الجابر ويوسف احمد، على ان التعبيرية في انحيازها الانساني تظهر في اعمال المالك، يضع دهام معرضه في حالة عربية راهنة من خلال التسمية مشيراً الى أن «ثمّة استثماراً دائماً وبالتالي توليد لمعاني الحاجز. فكلّما كان الحاجز مضافاً إلى شيء، أو مضافاً اليه شيء، أو صفة يوصف بها مشهد ما، تظهر وظيفة الحجز، وتبعاً لذلك تظهر قيمته، ودلالته الجمالية والأخلاقية»، مؤكداً على «الجدار» العنصري الفاصل. وكانت قاعة «المرخية» استضافت قبل هذا المعرض عرضاً سعودياً مشتركاً بعنوان «مقاربات» شارك فيه عبدالله المرزوق وهاشم سلطان وعبدالعزيز عاشور وعبدالرحمن السليمان، والاسماء الاربعة معروفة على المستوى السعودي على الاقل. فالمرزوق الذي اشتغل على مجموعة سماها سلسلة البيت العربي يواصل نتاجه الاحدث واكتشافاته وفق متغيرات افق الرؤية الفنية تجاه مجموعة سماها «قوس قزح الصحراء». والمرزوق يحمل هنا شهادة لزمن تقوم فيه الحروب وتبدو كوارث خاصة بعد1990. اما هاشم سلطان المولود عام 1954 وتوفي قبل اربعة اعوام تقريباً، فمجموعته الاخيرة المعروضة تكريماً وتقديراً من زملائه الثلاثة تتشكل من خامات هي «الربر» او لاستيك اطارات السيارات، وتحمل هذه الخامة دلالاتها ضمن مراحل التغير الذي يكون فيه الانسان صاحب العلاقة. وقد نال الفنان الراحل من خلال مشاركة في بينالي بنغلادش جائزة. وكان ظهور هاشم سلطان في الساحة التشكيلية السعودية متاخراً واستطاع بجديته ان يقدم تجارب متنوعة فيها النحت والرسم والاعمال المفاهيمية. أما أعمال عاشور في المعرض فتستند على البحث في معطيات الخامة الورقية (الصحف) التي يطوع امكاناتها من خلال الحك والكشط والتلوين ما يمنح القطعة ابعادها وعلاقاتها الفنية. وقد حاز عاشور خلال مسيرته الفنية اكثر من جائزة محلية ودولية في الكويت وبنغلاديش وغيرهما. مدينة جدة السعودية تعيش حيويتها الفنية من خلال معارض اهمها لعبدالله الشيخ، وهو احد الاسماء التشكيلية السعودية المهمة. ويقام معرض «لوحة لكل بيت» بتنظيم من اتيليه جدة، ويشارك فيه فنانون سعوديون وعرب، وفكرة هذا المعرض الذي يقدم لوحات بمقاسات صغيرة تقوم على بيع الاعمال بأسعار مناسبة تشجيعاً على الاقتناء، فأعلى سعر لا يتعدى ألفين ريال سعودي. وتشارك في المعرض اسماء سعودية تمثل اكثر من جيل بينها: طه صبان وعبدالله حماس وعبدالله نواوي ورياض حمدون ورائدة عاشور ومحمد الغامدي ومحمد الرباط وفهد الحجيلان وفهد خليف وعبدالرحمن مغربي وسليمان باجبع وليلى جوهر وعلا حجازي... ومن الفنانين العرب: عمر النجدي، جورج بهجوري، عادل ثابت، إبراهيم الدسوقي، شاكر المعداوي، عبادة الزهيري، أحمد دبا، عبود السلمان، عوض أبو صلاح، الطيب الحضيري، عمران القيسي، ياسر خطار، صادق غالب، عبدالعزيز بوبي عشر ومحمد الشهدي. في معرض في قاعة «العالمية» يطرح الفنان عبدالله الشيخ تجربته الجديدة وفيها يختزل كثيراً من عناصره التي لامست العلاقة الانسانية بالحالات والمتغيرات وسطوة آلة الحرب، وتلك التي رسمها مستوحياً الموروث الشعبي المعماري او ادواته او حتى ما يتمثل في علاقته بمحيطه. يبدو الشيخ في هذا المعرض اقرب الى التجريد والى البحث في الجماليات الفنية، ولذا نجده يستعير بعض الوجوه الشهيرة لمنح العمل روحاً انسانية طالما تمثلت في أعماله، وإن بشكل غير مباشر، وهو لم يغفل في عدد من الاعمال بعض الوحدات التي يستعيدها من بعض نتاجاته السابقة. في قاعة بيت «مزنة» في مسقط (العاصمة العمانية) أقيم معرض مشترك للفنان العراقي احمد البحراني (مواليد 1965) وللسعودية منيرة موصلي (1951) وللقطري يوسف احمد (1955). ويحمل المعرض ثلاثة اسماء مختلفة من اهتماماتها: من موصلي الرائدة في الحركة التشكيلية السعودية بطاقاتها التجريدية التي تستلهم الحدث الانساني، الى القطري يوسف احمد في استلهاماته الحروفية التي نال معها العديد من الجوائز الدولية، الى البحريني الذي تعامل مع خامة صلبة هي الحديد الذي يستوعب مواضيعه وبعض افكاره الواقعية والجمالية. في الرياض شهدت قاعة «حوار» تم إطلاق كتاب هو «موسوعة الفنون التشكيلية» وأقيمت ندوة تحدث فيها المشاركون عن الفن التشكيلي في السعودية ومستقبله، وفي البحرين تتواصل المعارض بين قاعات «الرواق» و «البارح» و «هند غاليري» التي انشئت حديثاً واستضافت بداية معرضاً مشتركاً لاثنين من الاسماء البحرينية المعروفة: ابراهيم بوسعد وعلي المحميد. على ان «البارح» تستضيف معرضاً لفيصل لعيبي العراقي المقيم في بريطانيا. وتبدو اعمال لعيبي امتداداً للمدرسة العراقية الشهيرة التي استلهمت المعطى التراثي خصوصاً عبر ما تلتقط عين الفنان وتحور من مشاهداته في الحياة اليومية عن مجتمعه البسيط، وكذلك استلهام المعطيات المعمارية وعلاقة الانسان العراقي بمحيطه. وكان صدر له ألبوم ضخم تضمن العديد من أعماله. وفي الشارقة تم الاعلان عن الفائزين بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي وحصل على المركز الأول الفنان ياسر منجي من مصر وكان عنوان البحث «الحداثة في الفنون التشكيلية العربية».