جنيف، بروكسيل، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب – أقر المشاركون في مؤتمر «دوربان-2» في جنيف امس، بالإجماع البيان الختامي الذي يدين العنصرية ومعاداة السامية. وقال رئيس المؤتمر اموس واكو مخاطباً حوالى مئة ممثل للدول المشاركة في المؤتمر: «ايها السادة، اتخذتم القرار الرئيسي بتبني الوثيقة». وكان مقرراً ان يحال البيان الختامي على التصويت بعد غد الجمعة، وهو اليوم الاخير للمؤتمر، لكن الديبلوماسيين قرروا انجاز هذه العملية امس، بعد البلبلة التي اثارتها كلمة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الجلسة الافتتاحية اول من امس. وكان قول احمدي نجاد إن اسرائيل «حكومة عنصرية تماماً»، دفع حوالى 40 مندوباً الى الانسحاب من الجلسة الافتتاحية، بينهم ممثلو 23 دولة من الاتحاد الاوروبي تشارك في المؤتمر. وعاد كل المندوبين بعد انتهاء كلمة احمدي نجاد، باستثناء مندوب تشيخيا التي اعلنت انسحابها من المؤتمر، فبقيت 22 دولة من اصل 27 في الاتحاد. وتقاطع المؤتمر الولاياتالمتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا وألمانيا وإيطاليا وبولندا هولندا وتشيخيا، اضافة الى اسرائيل. وتحفظت واشنطن على سطر في مقدمة مسودة البيان الختامي «تعيد التأكيد» على نص البيان الذي صدر خلال مؤتمر «دوربان-1» الذي عقد في جنوب افريقيا قبل ثماني سنوات. وفيما تستبعد وثيقة جنيف الاشارة إلى اسرائيل والشرق الأوسط، تضمن نص العام 2001 ست فقرات عن هاتين القضيتين. وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نفانيتيم بيلاي ان «خطاب الرئيس الايراني لا علاقة له بجوهر المؤتمر وبالتالي يجب الا يؤثر على نتائجه». وشدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على ان المؤتمر «لا يشكل نهاية العملية بل بدايتها»، فيما أكد الديبلوماسي الروسي يوري بويشينكو الذي قاد المفاوضات حول مسودة البيان الختامي: «لا شيء في النص يبرر المقاطعة». وقال الناطق باسم الاممالمتحدة روبرت مولفيل: «المأساة ان الكل نسي السبب الذي عقد المؤتمر من اجله. اعتقد اننا عدنا الى المسار الصحيح الآن». في باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير: «لا يمكن اعتبار ان المؤتمر فشل، بل بداية نجاح». وأضاف ان مؤتمر «دوربان-1» تضمن «سيلاً من التصريحات العنصرية»، فيما يخرج «دوربان-2» بنص «يتضمن كل ما ارادته الدول الغربية، حتى ان لم يكن ممتازاً». وانتقد كوشنير مقاطعة الولايات المؤتمر. وقال: «ثمة تناقض في انهم لا يريدون الاستماع الى ايران في جنيف، لكنهم مستعدون لمحاورتهم» حول الملف النووي. وأضاف: «أكثر من تناقض، يمكن اعتبار ذلك خطأ». وأشارت سكرتيرة الدولة الفرنسية لحقوق الانسان راما ياد الى خلو البيان الختامي «من تصريحات ذات مدلول معاد للسامية». وقالت انه لا يتضمن «مفهوم الاساءة الى الديانات الذي لا نرغب برؤيته في مجموعة القوانين الدولية». ولليوم الثاني على التوالي، هيمنت قضية فلسطين على المؤتمر. واعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الاحتلال الإسرائيلي «أسوأ انتهاك لحقوق الإنسان وأكثر وجوه العنصرية والتمييز العنصري قبحاً». وطردت الاممالمتحدة 375 مندوباً يمثلون مجموعات مدنية في المؤتمر، بينهم طلاب يهود قطعوا كلمة احمدي نجاد وحاولوا منعه من إلقاء كلمته، إضافة إلى مندوبين إيرانيين عطلوا اعمال المؤتمر. في عمان، أعلن وزير الدولة الاردني لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف أن المندوب الاردني لم ينسحب من المؤتمر أثناء إلقاء الرئيس الإيراني كلمته.