لندن، طوكيو - يو بي أي، أ ف ب - كشفت صحيفة «ذي غارديان» أمس، أن الحكومة البريطانية تعكف، بالتعاون مع الإدارة الأميركية، على وضع خطة لمنح مقاتلي حركة «طالبان» الأفغانية الذين يلقون أسلحتهم أموالاً من صندوق دولي. وأوضحت ان ديبلوماسيين وضباط استخبارات بريطانيين وأميركيين يجرون منذ شهور اتصالات مع قادة في «طالبان» يعتقدون بأنهم قابلون للمصالحة، علماً أن هذا النهج فشل غالباً بسبب الشك المتبادل الذي تظهره «طالبان» والحكومة الأفغانية معاً في أهداف الخطة. وأشارت الى ان مسؤولين بريطانيين يقترحون الآن تنسيق مبادرة دولية تشبه «صناديق ائتمان»، تمهيداً لإقرارها خلال المؤتمر الخاص بأفغانستان الذي ستستضيفه لندن في 28 الشهر الجاري. و «يعكس ذلك الإدراك المتزايد في لندنوواشنطن ومنظمة الحلف الأطلسي (ناتو) بأن الأزمة في افغانستان لا يمكن الفوز بها بالوسائل العسكرية، وأن اجراء اتصالات مع طالبان أمر لا مفر منه». وأبلغ وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند مجلس العموم (البرلمان) اول من أمس، أنه يأمل بأن يتفق مؤتمر لندن على اعتماد ما اسماه «برنامج اعادة الاندماج» للأفغان الذين انضموا إلى صفوف «طالبان» لكنهم غير ملتزمين بعقيدتها، ويمكن حضهم على العودة إلى الحياة المدنية من اجل مساعدة حكومة كابول في توفير وسيلة لإخراج البلاد من دائرة العنف. وأعلن ميليباند ان التمرد في أفغانستان «ليس كتلة واحدة منسجمة، بل يضم جماعات مختلفة تتألف من مقاتلين أجانب بنسب مختلفة ومن قبائل محلية ومتورطين في تجارة المخدرات ومقاتلين مرتزقة يحصلون على أقل من 10 دولارات يومياً». وأضاف: «تعتمد هذه الجماعات على دعم أو تأييد المواطنين العاديين الذين يحتقر معظمهم طالبان، لكنهم يخشون هجماتها الانتقامية في حال قاوموها. ونرى أن وضع الاستراتيجية السياسية الصحيحة وتوفير التوازن المطلوب للقوة العسكرية إلى جانب التوعية السياسية، سيسمح لنا باستغلال هذه الانقسامات». على صعيد آخر، انهت اليابان مهمة الإمداد البحري التي وفرتها منذ عام 2001 لقوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة في افغانستان، في وقت تخوض حكومة اليسار الوسط صراع قوة في العلاقات مع واشنطن. وأمر وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا سفينتين حربيتين وطاقمهما الذي يضم 340 شخصاً بالعودة من المحيط الهندي الى البلاد، ما طبّق وعداً انتخابياً قطعته حكومة رئيس الوزراء يوكيو هاتوياما التي اطاحت قبل اربعة أشهر حكم المحافظين الذي استمر عقوداً طويلة، استناداً الى تعهد اقامة علاقات اقل تبعية للولايات المتحدة. ووعد هاتوياما في مقابل انهاء المهمة بتكثيف جهود المساعدة الإنسانية وإعادة الإعمار في أفغانستان، والتي يتوقع ان تبلغ قيمتها 5 بلايين دولار. كما جاء القرار قبل ايام من احياء واشنطن وطوكيو الذكرى الخمسين لإرام تحالفهما الأمني الذي شهد توتراً اثر خلاف نشب حول نقل موقع قاعدة عسكرية اميركية من قاعدة فوتينما الجوية التي يشتكي السكان من وجودها الى جنوب جزيرة اوكيناوا. وتعيد حكومة هاتوياما النظر حالياً في اتفاق نقل القاعدة والذي اتخذ عام 2006. وقال: «ستتخذ حكومتي قرارها بحلول ايار (مايو) المقبل»، من دون ان يستبعد نقل القاعدة خارج اوكيناوا نهائياً. ميدانياً، قتل جندي اميركي في انفجار قنبلة يدوية الصنع جنوبافغانستان، علماً ان اربعة جنود اميركيين وفرنسي، سقطوا الأربعاء في اعمال عنف شرق البلاد وجنوبها. كما قتل ثلاثة اميركيين وفرنسيان وبريطاني الاثنين الماضي، ما رفع الى 22 حصيلة الجنود الأجانب القتلى، وهو الأعلى منذ نهاية تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وتبدأ طلائع التعزيزات التي وعد الرئيس الأميركي باراك اوباما بإرسالها وتبلغ 30 الف عنصر بالوصول قريباً الى افغانستان.