أكّد رئيس الجمعية السعودية للطب الوراثي الدكتور زهير رهبيني، أن المعايير التي تُستخدم في فحص ما قبل الزواج ناقصة، معتبراً أنها تتسبب في هدر الأموال نتيجة عدم مراعاة الأمراض الأكثر شيوعاً في كل منطقة على حدة، مشيراً إلى غياب الإحصاءات الدقيقة لتحديد احتمال إصابة السعوديين بالأمراض الوراثية. وأوضح رهبيني، في حديثه إلى «الحياة»، أن المعايير المستخدمة في فحص ما قبل الزواج تقتصر على تحليل نوعين من الأمراض الوراثية فقط، هما الأنيميا المنجلية، وأنيميا حوض البحر الأبيض المتوسط، لافتاً إلى أن هذين النوعين ينتشران في مناطق محددة من البلاد، فيما يكاد يكون احتمال الإصابة بهما في مناطق أخرى معدوماً. وأفاد بأن فحص ما قبل الزواج حقق عدداً من الإيجابيات، بيد أنه في الوقت ذاته يتجاهل المساحة الشاسعة للبلاد وطبيعتها الجغرافية، مبيناً أن المرضين الوراثيين المعتمد الكشف عنهما في هذا الفحص ليس بالضرورة أن ينتشرا في جميع المناطق، مشيراً إلى أن عدداً من دول العالم تعتمد الفحص لعدد كبير من الأمراض. ونوّه رهبيني بأن الأمراض «الأحادية المتنحية» هي الأكثر شيوعاً في السعودية، مبيناً أن الأمراض الوراثية تنتج في الغالب من الزواج بين الأقارب، وتأخر النساء في الإنجاب إلى بعد سن ال35 عاماً، مضيفاً أن: «أمراض الأنيميا المنجلية وأمراض التمثيل الغذائي تُعد الأكثر انتشاراً من هذا النوع». وأضاف: «الأمراض الوراثية تنقسم إلى ثلاثة أقسام، ينتج منها عدد كبير من الأمراض، وتتمثّل هذه الأمراض ب«الكروموسومية أو الصبغات الوراثية»، وأمراض «الأحادية المورّثة»، والأمراض «الوراثية مُتعددة العوامل»، وأبرز الأمراض الناتجة من هذه الأنواع الثلاثة هي متلازمة داون وأمراض السكري والضغط وبعض أنواع السرطان التي تنتقل بشكل وراثي. ولفت إلى أن الإحصاءات العالمية توضح أن نسبة الإصابة بأمراض الصبغات الوراثية تصل إلى مولود من كل 700 مولود، في الوقت الذي تكون نسبة الإصابة بالأمراض الأحادية المورثة 25 في المئة من كل حمل، وخصوصاً في حال زواج الأقارب، فيما أكّد افتقاد السعودية أية إحصاءات عن نسبة حدوث الأمراض الوراثية، متوقعاً أنه لو أجريت هذه الإحصاءات لكشفت عن نسبة كبيرة، مقارنة بدول العالم. وشدد رئيس جمعية الطب الوراثي على ضرورة توعية المجتمع بأن اتخاذ الإجراءات الوقائية من الأمراض الوراثية لا تمنع الإصابة بها، بل تقلل من حدوثها، لافتاً إلى أن الكشف الطبي على جميع أفراد العائلة له دور كبير في الحد من حدوث هذه الأمراض لاحقاً. وأضاف: «الأمراض الوراثية متعددة العوامل تنتج من اجتماع عاملين بيئي ووراثي، ومن أبرزها أمراض الضغط والسكري والأمراض النفسية وبعض أنواع السرطان، مبيناً أن أخذ الاحتياطات اللازمة، مثل ممارسة الرياضة لمريض السكري، يقلل من ظهور هذا النوع».