عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جلسة محادثات في قصره في الرياض أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد، بحثا خلالها تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية. وأكدت القمة السعودية - السورية متانة العلاقات بين البلدين والحرص على تعزيزها وتطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين. كما بحث الملك عبدالله والرئيس الأسد الجهود المبذولة من أجل وقفة عربية موحّدة تجاه القضايا الساخنة في المنطقة، واتفقا على ضرورة لمّ شمل الصف العربي والعمل على تحقيق المصالح المشتركة، وسبل تعزيز التشاور والعمل في الإطار العربي لحل مشكلات المنطقة. وتطرقت المحادثات إلى الجهود العربية المبذولة لإحياء عملية السلام، وإذابة الجليد عن المبادرة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت 2002، خصوصاً أن المبادرة قادرة على إنهاء الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وتناولت محادثات خادم الحرمين والرئيس السوري المصالحة العربية – العربية التي أطلقها الملك عبدالله في قمة الكويت الاقتصادية، إضافة إلى ملف الحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة بهدف إنهاء حال الانقسام الفلسطيني ورؤية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في هذا الجانب. وتطرقت القمة إلى الأوضاع في اليمن والتأكيد على سيادته على أراضيه ووحدته واستقراره، إضافة إلى الأوضاع في العراق ولبنان والملف النووي الإيراني. وأقام خادم الحرمين الشريفين في مزرعته في الجنادرية مأدبة عشاء تكريماً للرئيس السوري والوفد المرافق له. وكان الملك عبدالله في مقدم مستقبلي الرئيس السوري لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، كما كان في استقباله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وصحب خادم الحرمين الرئيس الأسد في موكب رسمي إلى مزرعة خادم الحرمين الشريفين في الجنادرية. يذكر أن الملك عبدالله كان أوفد وزير الخارجية السعودي برسالة شفوية إلى الرئيس الأسد مطلع الشهر الجاري، تتعلق بآفاق العلاقات الثنائية وتطورات الساحة العربية. وعُقدت قمة سعودية – سورية في دمشق في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تم خلالها التأكيد على فتح آفاق جديدة للتعاون تخدم مصالح الشعبين، وضرورة اتخاذ الخطوات التي تصون الحقوق العربية.