صديق أرسل خبراً من الإمارات يشير إلى مطالبة رئيس اللجنة العليا لحماية المستهلك - وهو أيضاً وزير الاقتصاد - بإلغاء رسوم الخدمات الإضافية التي تفرضها المطاعم والمقاهي، لأن ذلك غير قانوني ويزيد الأسعار بغير مبرر. ومنذ سنوات فرضت المطاعم والمقاهي جباية «رسوم الخدمة الإضافية»، تصل إلى نحو 15 في المئة من قيمة الفاتورة، ولم يحدد «ما هي الخدمة الإضافية»؟ غسيل وكيّ لملابسك وأنت تتعشى مثلاً أو إضحاك الزبون المكتئب بأخطبوط يدغدغه! ومن المضحك أن إدارة المطعم تفرض على الزبون هذه النسبة وينتظر النادل أو الجرسون فوق رأسه ضاغطاً لأجل «البخشيش»، مع انه تم اقتطاعه قسراً، بمعنى أن الزبون أصبح يدفع «البخشيش» صاغراً، سواء رضي بمستوى الخدمة أم لا، وأصبح دخول المطعم ليس مثل الخروج منه. لا أتوقع أن يحصل مثل هذا في السعودية، لأن وزارة التجارة لم تعوّدنا على مثله. من أقدم العبارات في الوسط التجاري السعودي «البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل» تجدها على الفاتورة الرسمية وفوق رأس أمين الصندوق. ولا تلام وزارة «التجارة» لأنها مشغولة بالمشروبات الغازية، من غَزَا يَغْزو غزواً. لم أعلم أن للمشروبات الغازية هذه الشعبية في وزارة التجارة إلا بعد حكاية رفع أسعارها واهتمام الوزارة الكبير - الإعلامي طبعاً - بها إلى درجة اجتماع وتقصي هيئة أو مجلس المنافسة... لن أقول لن تظهر له نتائج! طبعاً كل هذا من قبيل اللعب في الوقت الضائع... حقيقة واقعة أن الوزارة لا يذكر لها انتصار لحق المستهلك. انظر إلى حال المواصفات وتطبيقها وهي تتبع لها بصورة أو أخرى. وانظر إلى أحوال «لجنة الغش» التي لا يعرف لها اسم عضو واحد أو حتى قرار. ومشكلة «الكولا» انها لا يعرف متى «تطيش»، أيام قواريرها المرتجعة كان الصغار يتراهنون على «تطييش» الكولا بوضع قطع صغيرة من الحصى أو الطين، ومن ينجح يشربها مجاناً، من هنا جاء اسم البرنامج الشهير «طاش ما طاش». صلاحيات التجارة مع البلديات متداخلة وضبابية. والحمد لله الذي أتى بهيئة الغذاء والدواء لمزيد من الارجاء. ميزة الإدارة في دولة الإمارات سرعة المبادرة. لا تأخر رد الفعل مع ضعف يُشْكَى منه. مثلاً قبل يومين أعلن رسمياً عن تزايد حالات التجاوزات الإدارية والمالية في شركات شبه حكومية في دبي، مثل هذ ا الإعلان الذي قرأته في شريط أخبار فضائي يعني موجة تصحيح مقبلة. أيضاً أخبار العزل لمن اتهم بفساد، والمحاكمات العلنية، هي من مميزات الإدارة التنفيذية هناك. مثل هذا هو ما يشير إلى التميز! www.asuwayed.com