هدد أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي باحتمال اندثار مظاهر الحياة كافة في جدة بعد 10 سنوات!. وقال ل«الحياة»: «خلفت كارثة جدة أعداداً كبيرة جداً من مستنقعات المياه الراكدة، خلقت نظاماً بيئياً جديداً رفع معدلات التلوث في المحافظة الساحلية، ولابد من تدخل سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خصوصاً أن استمرار الوضع كما هو عليه يقودنا إلى كارثة بيئية أشد فتكاً من فاجعة «الأربعاء الأسود» سيصبح معها العيش في جدة بعد 10 سنوات أمراً مستحيلاً». وزاد: «أينما وجدت المياه العذبة وجدت الحشرات وأوجدت معها نظاماً بيئياً جديداً، يؤدي إلى انتشار الأمراض وتعد النزلات المعوية الأكثر انتشاراً بين سكان الأحياء التي تتكاثر فيها تلك المستنقعات حالياً». وفي حين شخّص عشقي الحل بضرورة إيجاد شبكات متكاملة لتصريف مياه الأمطار، إضافة إلى معالجة مياه الصرف الصحي بطرق علمية ومدروسة، شدد على أن الحلول السريعة والوقتية مضرة للبيئة، خصوصاً أن «المعالجة بالمبيدات الحشرية وبكميات كبيرة ستضر كذلك بالبيئة، إذ إن تلك المبيدات الحشرية تعد مواد كيماوية مسرطنة ولها ضرر على صحة الإنسان على المدى البعيد». مؤكداً أن عملية التخلص من مستنقعات المياه لن تتم إلا بالتخلص من بحيرة الصرف الصحي، وقال: «بحيرة الصرف الصحي هي المصدر الرئيس لتلك المستنقعات، خصوصاً أنها تقع في منطقة مرتفعة من جدة وعندما تصادف منخفضاً أرضياً تظهر المياه بشكل مستنقعات». إلى ذلك، أكد الدكتور عشقي وجود علاقة طردية بين ارتفاع معدلات التلوث وانتشار الأمراض الوبائية. وقال: «إن مستنقعات المياه المنتشرة في جدة، تهدد بأمراض وبائية عدة، خصوصاً أن الحشرات مصدر رئيس لانتقال الأمراض المدارية والوبائية، فالملاريا تنتقل عبر الذباب وحمى الضنك تنتقل عبر البعوض، والكبد الوبائي ينقل عبر الذباب، بجانب القوارض التي تتكاثر في المياه العذبة، وكما هو متعارف أن القوارض تعد الناقل الأول لمرض الطاعون». ولفت إلى أن تفريغ مياه السد الاحترازي في البحر سيخلق مشكلة بيئية جديدة في جدة تتمثل في تلوث مياه البحر بتلك المياه، وقال: «كما هو متعارف عليه علمياً فإنه من الصعب خلط المياه المالحة (البحر) بالمياه العذبة لوجود اختلاف في الكثافة بينهما، وطالما كان هناك اختلاف في الكثافة فمن الصعب تداخلهما، وهذا سيوجد نظامين بيئيين مختلفين». واستدرك: «أحد النظامين سيكون عذباً يولد الذباب والبعوض والقوارض، وسيكون مصدراً لانتقال الأوبئة والأمراض إلى غرب جدة، إضافة إلى النظام البحري المتعارف عليه سابقاً».