بعد أن فشلت المرأة السعودية في تحقيق نجاحات تذكر خلال انتخابات الغرف التجارية السعودية، تستعد مرة أخرى لخوض غمار الانتخابات عبر بوابة المجالس البلدية المقبلة، إذ يمثلن نسبة 20 في المئة من أعداد الناخبين في كافة المجالس البلدية، راغبات في تحقيق انتصار فيها، والسيطرة على عدد من مقاعد الناخبين بعد أن شهدت الدورة الحالية من مجلس الشورى السعودي «كوتا» نسائية للمرة الأولى. وفيما تشهد الأيام الجارية استعدادات العديد من الناخبات بالتدريب والتأهيل، تكمل نظيراتهن من الطالبات السعوديات المبتعثات في الولاياتالمتحدة الأميركية برئاسة أندية طلابية بعد أن خضن غمار التجربة في وقت باكر قبل 10 أعوام، منذ بداية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، إذ ترأس ست طالبات ستة أندية للطلبة السعوديين في أميركا. وترى إيمان عشري رئيسة النادي الطلابي في جامعة كولارادو بولدر بالولايات الأميركية أن ذلك شهادة باستطاعة السيدة السعودية اقتحام مجالات قيادية في البلاد، والتي أثبتت كفاءتها في إدارة تلك الأندية، بعيداً عن كافة التعصبات أو المعايير التقليدية، إذ بلغ عدد رئيسات الأندية الطلابية في العالم 10 طالبات سعوديات، من أصل 300 نادٍ سعودي. وأوضحت خلال حديثها إلى «الحياة» أن اقتناع الطلبة السعوديين بترشيحها اعتمد على خطتها الرئاسية وما ستقدمه للنادي خلال فترة رئاستها، وليس لكونها فتاة، مضيفة: «النادي السعودي عبارة عن ناد طلابي في الجامعة، ونجاحه يعتمد على الأنشطة التي نقدمها للطلبة كفريق إدارة بغض النظر عن المستلم لمنصب الرئاسة». وتشير إيمان عشري إلى أن تجربتها بدأت كمتطوعة في أنشطة النادي السعودي قبل التقدم لأي منصب، وبعد عام من العمل مع النادي تقدمت للترشح للرئاسة، إذ كانت تهدف إلى تفعيل دور النادي السعودي ليس فقط بين الطلبة السعوديين، بل وسط المجتمع الأميركي الذي تعيش فيه، وذلك من خلال المشاركة في أنشطة الجامعة باسم النادي السعودي، والتعريف عن الحضارة السعودية في معارض الأندية الطلابية في الجامعة والمهرجان الدولي السنوي. وأضافت: «تعتبر رئاسة النادي السعودي تجربة مثرية بالنسبة لي، تعلمت فيها بعض أساسيات القيادة، من إدارة للوقت والعمل، كما استطعت من خلالها فتح باب التواصل بيني وبين الطلاب، وتكوين العلاقات العامة بيني وبين موظفي الجامعة، والملحقية، وكذلك رؤساء الأندية الأخرى». وتفيد عشيري بأن أبرز الصعوبات التي واجهتها في بداية رئاستها، تمثلت في عدم وجود أساس قوي للنادي السعودي، وذلك من ناحية طرق التواصل مع الطلبة، في الأنشطة الطلابية المرغوبة، أو حتى التغطية الإعلامية لتلك الأنشطة، إضافة إلى عامل الخبرة الكافية في طريقة توزيع المهام بين أعضاء إدارة النادي، أو إيجاد داعمين أو رعاة رسميين لأنشطة النادي. وتعتبر أن مستقبل الناخبات السعوديات في المجالس البلدية سيكون باهراً، إذ يثبت أن للمرأة السعودية دوراً فعالاً في إحداث تغيير إيجابي في تنمية المجتمع والنهوض به سواءً من طريق المشاركة بفكرها، أو مجرد إيصال صوتها لجهة حكومية في البلد، مبينة أن وجود المرأة في المجالس البلدية سيحقق نقلة نوعية في البيئة المحلية من حيث الحلول الإبداعية، «ومع مرور الوقت سيكون هناك جيل واع أكثر وتقبل لدور المرأة السعودية في هذا المجتمع». «البلدية والقروية»: لا يحق لأي مواطن أن يكون مفوضاً عن أكثر من ناخب كشف مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون البلدية والقروية، رئيس الفريق الإعلامي لانتخابات أعضاء المجالس البلدية، حمد العمر عن أمله بأن تشهد الدورة المقبلة من الانتخابات مشاركة إيجابية وكبيرة من المواطنين السعوديين، مشيراً إلى أن الهدف من خفض سن القيد في النظام الجديد للمجالس البلدية، الذي سيتم العمل به بدءاً من هذه الدورة، هو ضمان مشاركة أوسع من شرائح جديدة من المجتمع خصوصاً فئة الشباب من الجنسين، كما تضمنت اللائحة الجدية أنه لا يحق لأي مواطن أن يكون مفوضاً عن أكثر من ناخب. وأوضح العمر في بيان صحافي أمس، أن على المواطنين السعوديين، خصوصاً فئة الشباب المبادرة إلى قيد أسمائهم في كشوف الناخبين للمساهمة في تنمية وتطوير القطاع البلدي عبر اختيار ذوي الكفاءات والمشهود لهم بالنزاهة بعيداً عن التعصب والتحيز، مشيراً إلى أنه أصبح هناك وعي مجتمعي سائد بأهمية المجالس وانتخاباتها خلال الدورة المقبلة، خصوصاً بعد التعديلات الكبيرة في نظام المجالس البلدية والصلاحيات الواسعة التي منحت لها ما يعطي تجربة انتخابات أعضاء المجالس البلدية خلال هذه الدورة زخماً كبيراً ومشاركة أوسع. وأضاف: «أصبحت هناك قناعة لدى الكثيرين من مختلف شرائح المجتمع بأن انتخابات أعضاء المجالس البلدية تعد فرصة جيدة وآلية مناسبة للمواطنين للمشاركة في صنع القرار البلدي من خلال اختيار ذوي الكفاءة والخبرة لإدارة الشؤون والخدمات البلدية، وبالتالي تستمد انتخابات أعضاء المجالس البلدية أهميتها من مشاركة المواطنين للأجهزة الحكومية في إدارة الخدمات البلدية» وبينت الشؤون البلدية والقروية أن النظام الجديد للمجالس البلدية يتضمن شروطاً واضحة ومحددة للقيد في جداول الناخبين.