لندن - رويترز - رجح تقرير اعده معهد «ليغاتوم» للبحوث في لندن أمس، من أن تصبح باكستان دولة ذات طابع إسلامي أكبر، وأن تتنامى فيها مشاعر العداء للولايات المتحدة في الاعوام المقبلة، ما يعقد الجهود الاميركية لكسب دعم إسلام آباد في مواجهة المتشددين الاسلاميين. لكن التقرير استبعد استيلاء حركة «طالبان» على الحكم خلال المدى القصير. وقال معد التقرير جوناثان باريس: «بدلاً من استيلاء الاسلاميين على الحكم يجب التحسب لانتقال هادئ من مجتمع علماني موالٍ للغرب إلى مجتمع إسلامي معادٍ للولايات المتحدة.» وتوقع الخبير الذي يعمل أيضاً في المجلس الاطلسي بالولاياتالمتحدة، أن تقاوم باكستان هذا الاتجاه، «إذ لا يزال جيشها يضطلع بدور مهم من خلف الكواليس في إرساء السياسة الخارجية والأمنية». لكنه رأى ان نفوذ الولاياتالمتحدة وبريطانيا «لا ينمو في باكستان بل ينحسر. ويتحرك المجتمع الباكستاني في اتجاه عداء للولايات المتحدة وزيادة تطبيق الشريعة الاسلامية». واعتبر التقرير أن تزايد نفوذ الاحزاب السياسية الاسلامية والجماعات المتشددة في إقليم البنجاب سيقف وراء حدوث تحول بطيء في البلاد يعتمد استغلال المشاكل الداخلية، مثل الاقتصاد وبطء النظام القضائي وفساده. واستبعد هيمنة الاحزاب الاسلامية التي تستخدم لغة معادية للولايات المتحدة على الساحة السياسية، «لكنها ستمارس ضغوطاً على الحكومة لرفض التعاون العلني مع واشنطن، ما سيجعل ملاحقة الجماعات المتشددة أكثر صعوبة، علماً ان الاحزاب الدينية تعارض تصدي الجيش أو الشرطة لأي جماعة ترفع شعار الدين». ورجح تفكك المنظمات المتشددة إلى جماعات أصغر، وربما جماعات منشقة أكثر تشدداً. وهو ما حدث فعلياً في جماعات فلسطينية. وسيؤثر هذا التحول في حال حصوله على علاقة باكستان مع الهند التي تطالب جارتها بتفكيك جماعات متشددة مثل «عسكر طيبة» التي تتهمها بتنفيذ هجمات بومباي نهاية عام 2008، والتي اسفرت عن مقتل 166 شخصاً. على صعيد آخر، أكد الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية في دولة الامارات، في ختام لقاء عقده وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي مع نظيره الافغاني رانجين داد فار سبانتا، في حضور المبعوث الاميركي الخاص الى البلدين ريتشارد هولبروك في ابو ظبي، ان الاجتماع يؤكد مدى اهتمام دول المنطقة في الشأن الافغاني، «بدليل الحضور العربي القوي المتمثل في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن». br / وقال الشيخ عبدالله إن «الاجتماع يشكل تحضيراً ايجابياً لمؤتمر لندن الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري على مستوى وزراء الخارجية لمساعدة أفغانستان. ولفت الى وجود مؤشرات ايجابية لتنامي الأمل عند الشعب الافغاني تجاه إنهاء الوضع المزعج في بلاده، مبدياً اعتقاده أن الاجتماع سيلعب دوراً مهماً في تحسين الوضع في أفغانستان، اذ سيساعد عناصر تريد الانفصال عن الجهات المتطرفة وتنضم الى الحياة اليومية والعادية في افغانستان. وهذا اهم ما نتطلع اليه في مؤتمر لندن». واشار الى أن الجميع يتطلع الى رسالة واضحة من الرئيس الافغاني من اجل مصالحة مختلف الاطراف في بلاده، موضحاً ان الاجتماع بحث شؤوناً تقنية ولم يتحدث عن مساعدات بل عن آليات ستناقش لاحقاً في مؤتمر لندن الذي سيضع موازنة محددة لمشاريع التنمية واعادة الاعمار والاستقرار.