حققت قوات النظام السوري تقدماً طفيفاً أمس، هو الأول منذ أسابيع، في محافظات السويداء والقنيطرة وحلب، واستمرت المعارضة في قطع المياه عن العاصمة دمشق، وسط تقارير عن أن خزانات المياه فيها لا تكفي سوى لساعات، ما يزيد الضغط على النظام. وفي المقابل، ترددت معلومات عن «صفقة» أبرمتها حكومة الرئيس بشار الأسد مع تنظيم «داعش» يسمح فيها الأخير بمرور قافلة شاحنات محملة بالقمح من محافظة الحسكة في أقصى شمال شرقي البلاد إلى الساحل السوري. وعلى الصعيد السياسي، من المنتظر أن يقوم المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بزيارة إلى العاصمة السعودية الرياض في «وقت قريب»، وفق ما أكد الناطق باسم الأممالمتحدة فرحان حق، من دون أن يحدد موعد الزيارة، علماً أن المبعوث الدولي أجرى في الأسابيع الماضية سلسلة لقاءات مع معارضين سوريين في إسطنبول وجنيف، كما زار دمشق والتقى الأسد. من جهة أخرى قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقريره اليومي، إنه تمكن من توثيق إلقاء طائرات النظام المروحية 11324 برميلاً متفجراً استهدفت محافظاتدمشق، ريف دمشق، حماة، درعا، اللاذقية، حلب، الحسكة، القنيطرة، السويداء، دير الزور، إدلب وحمص، وأضاف أن طائرات النظام الحربية نفّذت ما لا يقل عن 9849 غارة على محافظاتدمشق، ريف دمشق، القنيطرة، دير الزور، حمص، حماة، حلب، إدلب، السويداء، اللاذقية، درعا، الحسكة والرقة. وزاد أن هذه الغارات أوقعت 3602 من القتلى المدنيين هم 831 طفلاً دون سن ال18، و582 مواطنة فوق سن ال18، و2819 رجلاً. وتابع أن الغارات أوقعت كذلك 1816 قتيلاً من المعارضة. ميدانياً، أكدت تقارير متطابقة لناشطين أن قوات النظام حققت تقدماً طفيفاً بسيطرتها على قرية قرب مطار الثعلة العسكري بين ريفي السويداء ودرعا، وفي ريف القنيطرة، كما استعادت مواقع كانت خسرتها في قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي. في المقابل، استمرت فصائل المعارضة في وادي بردى منذ مساء الخميس في قطع المياه من عين الفيجة إلى دمشق، مشترطة لإعادة ضخها توقف النظام عن «القصف والقنص على كافة قرى المنطقة وأراضيها الزراعية» والإفراج عن معتقلين. أما وكالة «مسار برس» المعارضة، فأشارت إلى «أن التوقعات تشير إلى أن المياه الموجودة في خزانات دمشق الآن قد تكفي العاصمة لمدة 6 ساعات لا أكثر». وفي محافظة الحسكة ذكرت «مسار برس» أن قوات النظام حمّلت 104 قاطرات شحن من القمح في مركز حبوب الثروة الحيوانية جنوب القامشلي ويتوقع أن تتجه جميعها... نحو مناطق الساحل عبر مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، وفق اتفاق بين الطرفين لم تعلن بنوده. وأضافت أن «التنظيم سيحصل، مقابل سماحه بمرور الشاحنات عبر المناطق التي يسيطر عليها، على جزء من الحبوب»، لافتة إلى أن رئيس وزراء النظام وائل الحلقي زار القامشلي قبل أسبوع و «شدد على تسريع عملية النقل إلى الساحل بسبب النقص الشديد في القمح».