عادت الصورة القاتمة الى اسواق الاسهم في اوروبا والولايات المتحدة والخليج، وسارع المستثمرون الى التخلص من اسهم المصارف وشركات النفط في حين استعاد الدولار مركزه المتقدم. وخسر النفط الخام 4 دولارات في العقود الاميركيةً وبلغ ادنى مستوى في سبعة اسابيع، رغم عودة المصارف الاميركية الكبرى الى الربحية في الربع الاول. لكن مخصصات الديون الهالكة في نتائج المصارف الاوروبية والاميركية واستمرار الحديث عن انخفاض النمو، كل ذلك اثر سلباً في معنويات المستثمرين. وكان الرئيس باراك اوباما اعلن ان الاقتصاد الاميركي «لا يزال يعاني ضغوطاً» في حين قال رئيس المركزي الاوروبي كلود تريشيه انه «من الخطورة القراءة الايجابية في نتائج بعض الشركات خصوصاً اننا لم نصل بعد الى القاع». كذلك اعلن صندوق النقد الدولي رسمياً امس ان خسائر ازمة الائتمان بلغت حتى الآن 4 تريليونات دولار من دون الاشارة الى ان الازمة باتت تحت السيطرة. وكان «بنك اوف اميركا»، اكبر المصارف الاميركية من حيث القيمة السوقية، اعلن صباحا تحقيق 4.4 بليون دولار ارباحاً، لكنه جنب 13.38 بليون دولار لخسائر الائتمان ارتفاعاً من 8.54 بليون دولار في الربع الاخير من العام الماضي، ما خفض سهمه دون 10 دولارات بعدما كان اقفل الجمعة عند 10.60 دولار اثر ارتفاعه تباعاً من ادنى سعر سجله في شباط (فبراير) الماضي عند 2.53 دولار. وكان البنك تلقى معونة من مجلس الاحتياط الفيديرالي بلغت 45 بليون دولار وحصل على ضمانات حكومية بقيمة 118 بليون دولار للاصول التي اصبحت في حوزته، بعدما اشترى «ميريل لينش» الذي تحمل خسائر فادحة في الربع الاخير من العام الماضي، وبعدما اقر المستثمرون صفقة الشراء في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. يُشار الى ان كلاً من «غولدمان ساكس» و»جي بي مورغن» و»سيتي غروب» و»ولز فارغو» حقق ارباحاً في الربع الاول من السنة، ما اعطى الانطباع ان الاقتصاد الاميركي يستعيد عافيته. وبعد دقيقة واحدة من بدء التداول في البورصات الاميركية تراجع مؤشر «داو جونز» 121 نقطة ثم الى 222 نقطة عند الظهر و»ستاندرد اند بورز 500» الاوسع نطاقاً 15 نقطة رفعها ظهراً الى 28 نقطة، في حين تراجع مؤشر «ناسداك» للتكونولوجيا 32 نقطة قبل ان يخسر 55 لاحقاً. وما لبثت ان زادت البورصات الاوروبية تراجعها لتخسر ما حققته من مكاسب في جلسات التداول الماضية. ولم يعلق البيت الابيض امس على تقرير نشرته «نيويورك تايمز» افاد عن اتجاه لاستخدام ما تبقى من اموال حزمة الانقاذ بقيمة 700 بليون دولار لتحويل الاسهم الفضلى في المصارف الاميركية الى اسهم عادية ما يعطي الحكومة حق التصويت في اي قرارات كبرى للمصارف وحتى تعيين رئيس مجلس الادارة وبيع الاسهم والشراء في السوق. وفي الخليج قاد مؤشر أسهم دبي، الذي خسر أكثر من أربعة في المئة، موجة خسائر شملت معظم أسواق المنطقة في ظل تفاعل المستثمرين مع نتائج أعمال ضعيفة للربع الاول وعمليات بيع واسعة شهدتها البورصة السعودية في الجلسة السابقة. وتراجع مؤشر أبوظبي أكثر من اثنين في المئة ومؤشر بورصة مسقط 3.1 في المئة وأغلق مؤشر السوق السعودية منخفضا لليوم الثاني وفقد 0.6 في المئة مسجلا 5219 نقطة. وحدها سوق الكويت أغلقت مرتفعة للجلسة الثامنة على التوالي وزاد مؤشرها 0.1 في المئة الى 7538 نقطة. ومع ارتفاع الدولار وعدم اليقين في اسواق المال تراجع الخام نحو اربعة دولارات وسط استمرار فتور الطلب وتضخم المخزونات. وقبل يوم من انتهاء عقود ايار (مايو) سجل الخام الاميركي الخفيف في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 46.13 دولار للبرميل انخفاضاً من 50.33 دولار اقفال الاسبوع الماضي.