أوصت الندوة العالمية السابعة لدراسات تاريخ الجزيرة العربية للقرنين الثامن والتاسع، التي اختتمت أعمالها الخميس الماضي، بتحويل الندوة إلى مركز عالمي لتاريخ وحضارة الجزيرة العربية، وأن تخصص الندوة المقبلة لدراسات القرن الهجري العاشر وحده. وكان رئيس الندوة واللجنة المنظمة لها الدكتور عبدالله الزيدان كشف، أن قسم التاريخ في جامعة الملك سعود أعدّ مقترحاً لنظام المركز، رفعه إلى مدير الجامعة العام الماضي، "لكن ما حدث من انقسامات حينها أعاق إجازته"، مطالباً في الوقت نفسه بأن تعرض هذه التوصية على مدير الجامعة مجدداً. فيما طالب باحثون ومختصون، خلال جلسة التوصيات، بضرورة الاستمرار في عقد الندوات، "ضمن نطاق زمني لقرن هجري واحد"، ودعوا إلى إنشاء مراكز بحث متخصصة، "وضرورة تجديد الطرح في الدراسات، والبعد عن المطولات والأسلوب السردي الممل، وأهمية دعم مشاركة طلاب هذه التخصصات في الندوة، مع توفير الدراسات عبر الإنترنت والأقراص الممغنطة". وكانت الندوة التي عقدت برعاية أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ونظمتها كل من كليتي الآداب والسياحة في جامعة الملك سعود، ممثلتين في قسمي التاريخ والآثار شكّلت واسطة العقد في سلسلة ندوات تاريخ الجزيرة العربية، التي مضى على تأسيسها أكثر من ثلاثين عاماً. وناقش عدد كبير من الباحثين، خلال يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين، ما يزيد على 40 بحثاً ضمن ستة محاور تناولت الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية والدينية والبيئية في الجزيرة العربية، إضافة إلى فنون الآثار والعمارة والكتابات والنقوش، والمنشآت المائية، وطرق الحج ونشاطها. يذكر أن سلسلة هذه الندوات "تهدف إلى كتابة تاريخ شامل للجزيرة العربية، وفق منهج علمي دقيق، يرصد مختلف العصور سياسياً وحضارياً واقتصادياً، واثراء التنوع في مجتمعات هذه العصور، والتغييرات في عادات وتقاليد وعلاقات شعوبها بالأقطار المجاورة والنائية". وكانت الدورات الست السابقة تناولت تاريخ ما قبل الإسلام، والقرون الهجرية حتى نهاية القرن الهجري السابع.