يستعيد الفنان التشكيلي عبد الجبار اليحيا(1929) تجربه على اختلافها وتنوعها، في المعرض الذي نظمه غاليري حوار، وافتتحه الأستاذ إبراهيم الطاسان بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز السبيل مساء الأحد الماضي، وعنوانه «بناء وانتماء». يعرض الفنان عينات من أعماله، التي تؤشر إلى مراحل ومحطات تبلورت وفق ظروف وأجواء فكرية وثقافية وفنية واجتماعية مختلفة. لكنه فيها كلها يقيم «حوارات مفتوحة مع الإنسان من حوله، وتفاعل مع البيئة المحيطة به، ولم يكن يركن دوماً إلى الأسلوب الانطباعي ذو النزعة التكعيبية، فقد كان مشدوداً ومنجذباً إلى الأسلوب التعبيري» وفقاً إلى الدكتور صلاح عسكر، المتابع لتجربة اليحيا وتحولاتها. ويمزج الفنان، في رأي عسكر، بين أكثر من أسلوب، شأنه في ذلك شأن الفنانين كافة في القرن العشرين. «وقدّم في جانب من تجربته، المرأة «في أسلوب تعبيري ينحو باتجاه السريالية، وأحاطها بجو خيالي وبألوان فسفورية براقة كألوان الفراشات». في ما يقول الناقد المغربي محمد أديب السلاوي، إن اليحيا الذي شارك في أول معرض خارج المملكة، «يهجم على اللغة التشكيلية بقوة، ينفد إلى التعبير خارج الحدود الأكاديمية، وخارج حدود المدرسة الجامدة، يستخدم أقصى ما يمكن من جرأة، لا يخاف الوقوع في شرك القوانين التي خلقتها المدارس والأكاديميات من أجل إبراز خطابه التشكيلي، أفكاره، صوره، يهشم هذه القوانين ويجد لغة تعبيره الخاصة والواضحة». ويؤكد الناقد السوداني محمد عبدالمجيد فضل، «تفرد عبدالجبار بصورة واضحة في تخير المواضيع التي يعالجها بأعماله التشكيلية العديدة. فالمتأمل لأعماله الفنية يلاحظ أنه يعالج مواضيع جادة تتناول قضايا فنية تشكيلية وفكرية واجتماعية». أما الناقد المصري سمير ظريف فيوضح أن الفكرة لدى اليحيا، تنطلق من الواقع، «وما يفرزه من معطيات، ويتبلور وفق فكره وثقافته وأحاسيسه ومشاعره في عملية مخاض تدفعه إلى الإبداع، أو ممارسة العملية الإبداعية حاملة داخلها أحاسيس اللحظة أثناء الإبداع. فالفن عنده هو حرية اللحظة، كما هو حرية الفكرة وحرية الأسلوب». شهد المعرض حضوراً كبيراً، من الرجال والنساء، وتقدم الحضور عدد من الفنانين التشكيليين، مثل محمد المنيف، ناصر الميمون، عبدالرحمن العجلان، عبدالرحمن السليمان، عثمان الخزيم، ناصر الموسى، عز العرب، محمد إدريس، محمد الرصيص، راضي جودة، والصحافي عمر عبدالرحمن، والشاعران مازن اليحيا وسيد الجزايرلي.