خرقت طائرات استطلاع اسرائيلية صباح امس الأجواء اللبنانية فوق مزارع شبعا المحتلة والهضاب الجنوبية لجبل الشيخ وفوق القطاع الاوسط وقرى قضاء بنت جبيل، منفذة طيراناً دائرياً فوق أكثر من بلدة، وسجلت حركة لافتة للدوريات المؤللة الاسرائيلية ما بين مستعمرة المطلة غرباً ومزارع شبعا شرقاً مروراً بموقع الضهيرة الاسرائيلي وقرية الغجر المحتلة. واشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) ان «جيش الاحتلال الاسرائيلي اطلق رشقات رشاشة ثقيلة، ولمدة ربع ساعة، من مواقعه في رويسات العلم السماقة والرمتا باتجاه المناطق المحاذية، ترافق ذلك مع تحليق مكثف للطائرات العسكرية في اجواء البقاع الغربي وحاصبيا والعرقوب». ويأتي هذا التحرك على وقع خبر نشرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن «سلسلة عبوات ناسفة تم اكتشافها على بعد كيلومتر واحد من حدود اسرائيل مع لبنان، وانه تم انتاجها اما في سورية او ايران وبلغ وزنها الاجمالي 300 كيلوغرام». الا ان مصادر امنية لبنانية رفيعة اوضحت ل «الحياة» انه قبل عشرة ايام وفيما كانت دورية من القوة الاسبانية العاملة ضمن قوات «يونيفيل» تجول على المنطقة الحدودية اشتبهت بمجموعة اشخاص متجمعين عند عبارة مياه في منطقة تلة سرادا في طرف بلدة الخيام باتجاه الحدود، وهي منطقة مكشوفة وغير مأهولة، ولدى الاقتراب منهم فروا في سيارة من نوع «بي ام دبليو»، فاسرعت الدورية الى الاتصال بالجيش اللبناني الذي حضرت دورية مشتركة منه ومن جهاز المخابرات وكشفت على المكان فوجدت 26 صندوقاً مقفلاً مطلية باللون الاخضر بالقرب من العبارة وفي داخل كل منها ما زنته ثمانية كلوغرامات ونصف الكيلوغرام من مادة ال «تي ان تي» اي ما مجموعه 220 كلغ من المادة المذكورة والى جانب الصناديق عثر على قساطل، ولم يعثر على اسلاك ولم تكن هذه المواد معدة للتفجير، وتبين ان العبارة تستخدم من قبل الجيش اللبناني ودوريات «يونيفيل» بشكل يومي. واضافت المصادر المذكورة ان دورية الجيش نقلت المواد المصادرة الى ثكنة عسكرية وتم الكشف عليها بدقة ولم يعثر على اي كتابات على الصناديق. ونقلت الصحيفة الاسرائيلية «عن مسؤولين كبار في اسرائيل اعتقادهم ان «حزب الله» هو الذي زرع العبوات بهدف اصابة قوات عسكرية اسرائيلية قد تحاول دخول الاراضي اللبنانية من المنطقة المحاذية لبلدة المطلة». وقالت الصحيفة ان المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية يوسي غال سيهنئ قائد «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو على اكتشاف هذه العبوات، «التي توضح ان «حزب الله» يخرق القرار 1701». غراتسيانو في اسرائيل وكان غراتسيانو انتقل الى اسرائيل امس، في اطار الاجتماعات الدورية التي يجريها مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي لمتابعة تطبيق القرار الدولي 1701، وذلك عشية مناورة عسكرية يجريها الجيش اللبناني و «يونيفيل» اليوم على طول الخط الأزرق من شبعا حتى الناقورة وتستمر خمسة أيام، تشارك فيها كل القطعات والوحدات العسكرية العاملة في إطار القوات الدولية، لتعزيز التنسيق بين الجانبين. وأشار الناطق الدولي باسم «يونيفيل» اندريا تيننتي الى ان التحقيقات في عبوات الخيام «لا تزال مستمرة»، رافضاً الكشف عن كمية المتفجرات ونوعيتها ومصدرها ومنشئها وطريقة إعدادها «بانتظار استكمال التحقيقات حول ذلك». ووصف تيننتي الوضع في منطقة الجنوب ب «الهادئ في شكل عام»، وقال: «ما يجعل هذا الوضع هادئاً هو الالتزام المعلن من قبل الأطراف المعنية بالقرار 1701»، داعياً إسرائيل الى وقف الطلعات الجوية «التي تعتبر انتهاكاً وخرقاً للسيادة اللبنانية». وعن زيارة غراتسيانو اسرائيل، قال تيننتي: «القيادة الدولية على اتصال مباشر مع الأطراف على جانبي الحدود وهذه الاتصالات تتعلق بتطبيق القرار 1701»، واصفاً هذه الزيارة ب «الروتينية والعادية». السفيرة البريطانية وكان القرار 1701 محور لقاء عقده امس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مع السفيرة البريطانية لدى لبنان فرنسيس غاي التي قالت بعد اللقاء: «هذه هي الزيارة الرسمية الأولى للرئيس الحريري، وتمنيت له كل التوفيق باسم حكومتي لتطبيق أولويات الحكومة، وأعتقد أن هناك فرصة في الايام المقبلة لتحقيق الأمور الإيجابية للشعب اللبناني». وأضافت: «هدفنا تطبيق القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1701، ولا سيما أن لبنان يتمتع بموقع مهم حالياً كعضو في مجلس الأمن».