أظهر هجوم في محيط معبد الكرنك في مدينة الأقصر المصرية أمس، تمدد المواجهة مع جماعات العنف المسلح إلى ساحة جديدة، فضلاً عن إدراج المعالم السياحية بعد المقرات الأمنية والعسكرية على قائمة المواقع المستهدفة. (للمزيد) ويأتي الهجوم بعد قتل مسلحين الأسبوع الماضي شرطيين من قوة تأمين منطقة الأهرامات الأثرية في الجيزة. كما يأتي بعد أسابيع من إعلان جماعة «ولاية سيناء» التابعة لتنظيم «داعش» اعتزام الأخير تأسيس فرع له في صعيد مصر، في ظل انحسار نسبي للعنف في سيناء. وأحبطت قوات الأمن الهجوم الذي شارك فيه ثلاثة مسلحين فجر أحدهم نفسه حين استشعر قدوم قوات الأمن نحوهم قبل اختراق الحاجز الأمني للمعبد، وقتلت الشرطة زميلاً له وجرحت آخر، فيما جُرح 5 أشخاص بينهم شرطي وعامل أصيب بالرصاص، فيما جاءت إصابات الآخرين «طفيفة»، وفق وزارة الصحة. وكانت وزارة الداخلية قالت في بيان إن «الهجوم لم يسفر عن أي إصابات بين الزائرين للمعبد أو قوات الأمن». وتزامن الهجوم مع استنفار أمني لافت تشهده الأقصر على هامش زيارة رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم للمدينة السياحية برفقة عدد من الوزراء لتفقد مشاريع نُفذت بتمويل من البنك وزيارة معالم أثرية لم يكن معبد الكرنك بينها. وذكر شهود ل «الحياة» أن تبادلاً لإطلاق النار وقع بين الشرطة والمهاجمين في محيط الساحة الأمامية للمعبد بعدما حاول المسلحون اختراق الحاجز الأمني للمعبد من مدخله الرئيس المطل على نهر النيل. وفجر أحد المهاجمين نفسه، فيما قتلت قوات الأمن أحد زميليه وجرحت الثالث الذي نُقل إلى أحد مستشفيات الشرطة. وعقب اجتماع مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار «لمتابعة تطورات الحادث الإرهابي»، أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي ب «تكثيف التواجد الأمني في المناطق الحيوية، ومن بينها المناطق الأثرية للحيلولة دون تمكن الجماعات الإرهابية والمتطرفة من تكرار مثل هذه الحوادث الغاشمة». واعتبر وزير الداخلية أن «نجاح الشرطة في إحباط الهجوم الإرهابي يؤكد أننا انتقلنا من مرحلة رد الفعل تجاه العمليات الإرهابية إلى مرحلة الفعل، وهي مرحلة إجهاض هذه العمليات قبل وقوعها». وفي وقت تراجعت نسبياً وطأة العمليات المسلحة في سيناء، زاد هجوم الكرنك، فضلاً عن هجمات متفرقة استهدفت قوات الأمن في الصعيد، من احتمال انتقال العنف إلى جنوب مصر. وقال ل «الحياة» القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم، إن «الصعيد من المناطق المستهدفة للعمل الإرهابي، بسبب تشابه البيئة بين الصعيد وسيناء لناحية توافر السلاح وانتشار الفقر». ولفت إلى أن محافظات الصعيد شهدت أعلى موجة من العنف ووقائع إحراق الكنائس وأقسام الشرطة والمؤسسات العامة بعد فض اعتصامي أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في آب (أغسطس) 2013. وأوضح أن «معظم من قتلوا في عملية الفض كانوا من سكان الصعيد... والفكر المتشدد يحتاج دائماً إلى مظلومية كي ينتشر، وتلك المظلومية أوجدتها الظروف في الصعيد». وأشار إلى أن «الفكر التكفيري ينتشر في شكلٍ ملحوظ في محافظاتالفيوم وبني سويف والمنيا (في جنوب مصر) وفيها مناطق مؤهلة لاحتضان جماعات العنف المسلح».