اعتبرت اختصاصية في الأورام مرض سرطان القولون والمستقيم «تحدياً كبيراً، ومشكلة للصحة العامة بالمملكة»، لافتة إلى احتلاله المرتبة الأولى بين الأورام الأكثر انتشاراً بين الرجال، بنسبة تصل إلى نحو 12 في المئة. بينما يُعد الثالث لدى النساء بنسبة تسعة في المئة، مستدركة بالقول: «تُعد النسب منخفضة مقارنة بالمجتمعات الغربية إلا أنها في تزايد ملاحظ في المجتمع السعودي خلال الأعوام الأخيرة». وحذرت رئيسة قسم أورام الكبار في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض الدكتورة أشواق العليان، من خطورة تداعيات المرض الاقتصادية والاجتماعية»، مشددة على أهمية «تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة، لنشر التوعية بين الأفراد والتأكيد على ضرورة وأهمية الكشف المبكر». وأوضحت العليان أن «علاج مريض السرطان بشكل عام أصبح حالياً يكلف ما يقارب مليون ريال سنوياً. وهذا يشكل عبئاً اقتصادياً من الممكن تجاوزه من خلال وضع نظم ورؤى وقائية منها الكشف المبكر، إذ يمثل المرض حالياً مشكلة صحة عامة عالمية، نظراً إلى تنامي الإصابة بين الأفراد والمجتمعات، وهو ما تتفاوت إثره أسباب الإصابة بالسرطان وأنواعه بين مختلف مناطق العالم، وهو يعد حالياً السبب الثاني للوفاة في العالم. وأضافت: «إن سرطان القولون بدأ ينتشر بنسبة كبيرة في المملكة، مع ملاحظة ازدياد الحالات المُشخصة بشكل واضح في سن مبكر، بين 20 إلى 30 عاماً خلال الأعوام الأخيرة»، مضيفة: «ما يزيد من خطورة سرطان القولون أن نحو 60 في المئة من الحالات تصل إلى الأطباء في المرحلة الرابعة من الإصابة، وهي مرحلة متقدمة من المرض، تقل عندها نسب الشفاء، وتزيد فرص الوفاة خلال العام الثالث أو الرابع من الإصابة»، مشددة على أهمية الفحص المبكر، الذي عدته «ضرورياً في كل الأحوال، حتى في حال عدم الشكوى من هذه الأعراض، وبخاصة لدى الفئة التي تكون فوق سن 50 عاماً، والأشخاص في سن 40 عاماً، نتيجة توافر عوامل الخطورة لديهم بشكل أكبر».