استبعدت أوساط عسكرية إسرائيلية تصعيداً مع قطاع غزة يتطور إلى حرب، على رغم استهداف جنوب إسرائيل أمس الأول بثلاثة صواريخ «غراد» أطلقها تنظيم يحمل فكر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وما أعقب ذلك من غارات إسرائيلية على مواقع لحركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» (للمزيد). تأتي هذه التقديرات في ضوء ما كشفته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أمس عن رسالة تهدئة بعثت بها حركة «حماس» إلى إسرائيل، عبر وسيط تركي، تؤكد فيها أنها ستُحاسب الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، مشددة على أن مطلقيها من أنصار «داعش». في الوقت نفسه، اعتبرت الإذاعة الإسرائيلية أن إطلاق الصواريخ على إسرائيل يأتي في سياق خلافات داخلية بين فصائل فلسطينية (حماس والسلفيين)، في موقف مشابه لموقف رؤساء البلدات اليهودية في الجنوب الذين اتهموا الحكومة ب «رخاوة ردّها»، وقال أحدهم أنه «لا يعقل أن نكون رهائن خلافات داخلية في التنظيمات الفلسطينية». وكان تنظيم «سرايا الشيخ عمر حديد - بيت المقدس» أعلن إطلاق «غزوة خالد بنات أبي عبدالله المهاجر» ثأراً لمقتل أحد عناصره، يونس الحنر، الثلثاء الماضي برصاص قوات أمن «حماس» في قطاع غزة. وقال في بيان أمس أن دماء الحنر لن تذهب «هدراً»، متهماً «حماس» بأنها قتلته «بدم بارد... إرضاءً لليهود». وشدد في الوقت نفسه على الحرص على «تجنب أي معركة داخلية، وإبقاء سلاحنا موجهاً لليهود»، معلناً إطلاق ثلاثة صواريخ من نوع «غراد» على مستوطنات «نتيفوت» و «أشكول» و «عسقلان» جنوب إسرائيل. وحذرت إسرائيل «حماس» محملة إياها المسؤولية عن كل هجوم ينطلق من قطاع غزة. وقال وزير الدفاع موشيه يعالون في بيان أن إسرائيل تُحّمل «حماس» المسؤولية عن الهجمات الصاروخية من غزة «حتى إذا كان من يشنها عصابات مارقة من جماعات جهادية عالمية تحاول أن تتحدى حماس بإطلاق النار علينا»، متوعداً بأن الجيش سيرد بشدة على سقوط الصاروخ، و «إذا اقتضت الضرورة سنضرب بقوة أكبر». كما قال رئيس الهيئة السياسية العسكرية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد للإذاعة العامة أن إسرائيل لا يعنيها من أطلق القذائف، و «ما نريده هو الهدوء التام بنسبة مئة في المئة، وحماس تتحمل المسؤولية عن أي إطلاق». وفي حال نفذ التنظيم تهديده بمواصلة استهداف إسرائيل بالصواريخ، فإن ذلك يشكل تقويضاً للهدنة الهشة القائمة منذ عشرة أشهر، والتي أعقبت عدواناً إسرائيلياً على القطاع الصيف الماضي، وفي الوقت نفسه سيفجر اقتتالاً فلسطينياً داخلياً بين «حماس» والسلفية الجهادية في القطاع.