قتل ما لا يقل عن 24 شخصاً بينهم ثمانية أطفال نتيجة إلقاء مروحيات النظام عدداً من «البراميل المتفجرة» على مناطق عدة في شمال سورية وشمالها الغربي، وفق ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس. وقدّم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض رقماً أعلى للضحايا بلغ 40 قتيلاً، واتهم التحالف الدولي بأنه يغض الطرف عن القصف الذي تقوم بها طائرات النظام والذي يؤدي ليس فقط إلى مقتل مدنيين بل أيضاً يساهم في «تمهيد الطريق» أمام تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي يحاول حالياً التمدد في مناطق سيطرة المعارضة في شمال سورية. وجاء في بيان ل «الائتلاف» أمس: «تحت نظر التحالف الدولي تقوم طائرات النظام بتمهيد الطريق أمام عناصر تنظيم الدولة من خلال قصف الأحياء السكنية واستهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة» في حلب وريفها. وأضاف: «تابعت طائرات النظام إلقاء براميلها المتفجرة صباح اليوم (أمس) فوق مناطق عدة منها حلب ومدينة تل رفعت وكذلك ريف إدلب مخلفة قرابة 40 شهيداً منهم نساء وأطفال وعشرات من الجرحى وفق أرقام أولية». واعتبر «الائتلاف» أن النظام «بعد هزائمه المستمرة» يقوم ب «تسخير تنظيم الدولة ويوجهه للاشتباك مع كتائب الثوار موفراً له الدعم والتمهيد والتغطية الجوية ويكشف عن مستوى جديد من التنسيق وتلاقي المصالح الإرهابية ما بين الطرفين، من دون أن يُقابل ذلك أي موقف من قبل قوات التحالف الدولي الأمر الذي يثير الشكوك ويدعو إلى الاستغراب». وكان المرصد أعلن في بريد الكتروني مقتل «16 مواطناً على الأقل بينهم ثمانية أطفال دون سن ال 18 في مجزرة نفذتها طائرات النظام المروحية إثر قصفها بأربعة براميل متفجرة بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي». وفي إدلب، قال «المرصد» ان «ثمانية مواطنين بينهم خمس نساء من عائلة واحدة قتلوا نتيجة قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة كفرسجنة في ريف إدلب الجنوبي». وأضاف «المرصد» ان عدد القتلى في البلدتين «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». وغالباً ما تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لقصف بالبراميل المتفجرة ندد به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية لأن هذا السلاح ذو فعالية تدميرية هائلة ويقتل بطريقة عشوائية. وبدأ النظام في عام 2013 بقصف حلب بالبراميل المتفجرة، وهي عبارة عن براميل محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية ولا يمكن التحكم بدقة بأهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وبالتالي تصيب العديد من المدنيين. واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته في 5 أيار (مايو) قوات النظام بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» نتيجة قصفها مدينة حلب بالبراميل المتفجرة. وينفي الرئيس السوري بشار الأسد باستمرار أن تكون قواته تستخدم البراميل المتفجرة وذلك خلافاً لما يؤكده ناشطون ومنظمات حقوقية ودول غربية. وتشهد سورية نزاعاً مستمراً منذ منتصف آذار (مارس) 2011، تسبب بمقتل أكثر من 220 ألف شخص. وقال نائب الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق ان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا اعلن أن «كل الأدلة تشير إلى أن الاستخدام العشوائي للبراميل المتفجرة تسبب بسقوط معظم الضحايا المدنيين»، داعيًا نظام الأسد إلى «وقف استخدام البراميل ضد الشعب السوري». وكانت 85 مجموعة سورية تضم ناشطين سلميين ومنظمات المجتمع المدني أطلقت حملة في آذار (مارس) الماضي، تطالب العالم بالمساعدة على وقف «البراميل المتفجرة».