استنكر مجلس الوزراء السعودي الجريمة الإرهابية التي حاولت استهداف المصلين في جامع العنود في الدمام (المنطقة الشرقية) الأسبوع الماضي، واعتبرها «اعتداء آثماً من فئة ضالة خارجة عن الدين اتخذت العنف والقتل منهجاً، وسعت إلى الإفساد في الأرض وزعزعة الأمن والاستقرار وتشويه صورة الإسلام»، منوهاً بتمكن الجهات الأمنية من إحباط محاولة تنفيذ الجريمة، ووافق المجلس أمس على إنشاء صندوق خيري للأسرى والشهداء والمصابين. وثمّن مجلس الوزراء خلال جلسته التي عقدها أمس في قصر السلام بجدة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، «التعاون الوثيق بين المواطنين ورجال الأمن، وأكد أن المواطن هو رجل الأمن الأول»، داعياً المولى أن «يديم على الوطن أمنه واستقراره ورخاءه في ظل قيادته الحريصة على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على كل من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار». واستعرض مجلس الوزراء جملة من التقارير المتصلة بمستجدات الأوضاع وتطوراتها في المنطقة والعالم، فرحب بإعلان الكويت الصادر في اختتام أعمال الدورة 42 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تحت شعار «الرؤية المشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الإرهاب». وجدّد دعوات المملكة ومطالبتها «المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف عمليات تهويد القدس، وما تقوم به من محاولات لتقسيم المسجد الأقصى واعتقالات جماعية بحق المواطنين الفلسطينيين، ومحاولات نقل بعض المكاتب إلى مدينة القدسالمحتلة»، مؤكداً أن تلك ا»لإجراءات والانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني تبين المحاولات المكشوفة لسلطات الاحتلال لتهويد مدينة القدس عن طريق تسريع وتيرة الاستيطان، ونقل مقار الحكومة إليها تطبيقاً لما يسمّى خطة القدس 2020». وقال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي في بيانه لوكالة الأنباء السعودية، إن خادم الحرمين الشريفين «أطلع المجلس على فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من العاهل المغربي الملك محمد السادس، ومضمون الرسالة التي تسلمها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستقباله وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مرسودي». ونوّه المجلس بالبيان الصادر عن هيئة كبار العلماء في دورتها ال81 المنعقدة بمحافظة الطائف، وأعرب عن «التقدير الكبير لما تضمنه البيان من تعبير عمّا منّ الله به على المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها من نِعَمٍ كثيرة، منها نعمة التوحيد والإيمان، واجتماع الكلمة، ووحدة الصف، وخدمة الحرمين الشريفين والبيعة الشرعية لولاة الأمر على الكتاب والسنّة، وانتقال الحكم بين ملوك هذه البلاد بكل ثقة وطمأنينة ووحدة صف واجتماع كلمة، وما أوصت به هيئة كبار العلماء الجميع حكاماً ومحكومين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والمحافظة على شعائر الإسلام، والتواصي بالحق والصبر والبعد عن الأسباب التي تؤدي إلى الفرقة والفتنة والتصنيف في المجتمع، وبذل كل سبب مشروع يزيد من اللحمة ويوثق الإلفة». واطلع المجلس أمس، على «المعاملة المرفوعة من وزارة الداخلية، ووافق على القواعد التي تنظم وتحكم الرقابة على تلقي الجهات الحكومية هبات وتبرعات». كما قرر الموافقة على «تنظيم صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين»، ويهدف الصندوق إلى مساعدة المحتاجين من أسر الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين، ومن يعولونهم شرعاً، والقيام بأعمال خيرية يعود أجرها وثوابها لهم، ويترأس مجلس أمناء الصندوق وزير الداخلية. وأوضح الوزير الطريفي، أن مجلس الوزراء «دعا الله عز وجل أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على ما يوليه من رعاية لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار وتوجيهاته المستمرة لبذل كل ما فيه ارتقاء للخدمات التي تقدمها الدولة لهم»، مؤكداً أن «تفقد خادم الحرمين الشريفين للمرحلة الثالثة لمشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، واطلاعه على مخططات ولوحات توضيحية تبين مراحل تنفيذ مشروع توسعة المسجد الحرام، وما تم إنجازه حتى الآن، يجسد حرصه على تحقيق كل ما ييسر ويسهل على قاصدي بيت الله الحرام أداء نسكهم، مقدراً توجيهاته، بتسخير كل الإمكانات والمتطلبات التي يحتاجها المسجد الحرام ومشروع التوسعة. ووجّه خادم الحرمين الشريفين أمس شكره لأهالي منطقة مكةالمكرمة على ما عبّروا عنه من حفاوة وترحاب خلال حفل المبايعة الذي أقاموه له، احتفاءً بتوليه مقاليد الحكم ووفاءً وتقديراً وعرفاناً بجهوده تجاه الدين والوطن والمواطنين. كما نوّه المجلس ببرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للعمرة والزيارة الذي ينفذ للمرة الأولى، ويختص باستضافة ألف مسلم لأداء مناسك العمرة كل عام بإشراف من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وبافتتاح الملتقى العلمي ال15 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، ويعقد سنوياً بالتناوب بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، لاستعراض البحوث في المجالات المتعلقة بتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والوصول بها إلى مستويات عالية من الجودة والإتقان وتوفير المزيد من الرعاية والعناية بهم.