أبدى أعضاء هيئة التدريس في كلية العمارة والتخطيط في جامعة الدمام، عدم رضاهم لما وصفوه ب «سوء ممارسة مهنة هندسة العمارة، في القطاعين الخاص والعام، التي لا تعتمد على رأي الخبراء»، معتبرين سعي المستثمر إلى خفض الكلفة المادية «سبباً رئيساً في ضعف التصاميم، المقدمة من المكاتب الهندسية»، وتوقعوا انفراجاً في المشكلة بعد «إتاحة فرصة ممارسة المهنة، أمام أعضاء هيئات التدريس قريباً». ونفى عميد كلية العمارة والتخطيط في الجامعة الدكتور علي القرني، «وجود أي عاطل عن العمل من خريجي الكلية، إلا إذا كان الطالب يرفض العمل». وبين في مؤتمر صحافي عقده أمس، تمهيداً لانطلاق برنامج «يوم العمارة»، غداً، تحت شعار «العمارة بين التعليم والممارسة»، أن «الكلية تواجه إشكالاً في التواصل مع القطاعين العام والخاص، اللذين يفضلان التواصل مع مكاتب وشركات عالمية ذات أسماء مشهورة، إلا أنها لا تملك الخبرة اللازمة»، مراهناً على أن «توافر كفاءات وإمكانات في كلية العمارة، لا تتوافر لدى مكاتب استشارية وبيوت خبرة عالمية»، مضيفاً أن «طلاب السنتين الأولى والثانية، يقدمون أفكاراً أفضل مما تقدمه بيوت الخبرة. إلا أن المشكلة تكمن في السعي وراء السمعة الدعائية». ورأى أنه في الآونة الأخيرة «شهدنا توجهاً إلى توثيق الصلات بيننا وبين القطاعين الخاص والعام. وعلى رغم وجود فجوة كبيرة، إلا أنها في طريقها إلى الضيق». وحمل الكلية جزءاً من «العبء». وقال: «يجب علينا أن ننطلق ونعمل في خدمة المجتمع وإكمال مهمتنا». وأوضح رئيس قسم العمارة في الكلية الدكتور إبراهيم النعيمي، أن «مشكلة سوء ممارسة المهنة ونتائجها في الواقع، لا تكمن في الخريج أو المحاضر، إنما في لجوء القطاعين الخاص والعام إلى مكاتب هندسية بسبب شهرتها»، مبيناً أن «إحدى المعوقات منع أعضاء هيئة التدريس من ممارسة المهنة، ما يحد من عطائهم في الخارج»، متوقعاً «انفراج الأزمة بعد السماح للأعضاء بممارسة المهنة قريباً»، موضحاً أنه «على رغم المنع، ساهم أعضاء في تقديم استشارات لمكاتب عالمية في حال الطلب منهم». وأبدى عدم رضا كثير من أعضاء هيئة التدريس عن «واقع ممارسة المهنة في الخارج، بسبب تركيز القطاع الخاص على الربح والسرعة، الذي يتنافى ويحد من جودة التصميم». ويقام برنامج «يوم العمارة» برعاية رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز. ويحتفل المنظمون بالمعماري المشهور حسن فتحي «يرحمة الله»، الذي مرت 30 عاماً على زيارته للكلية. وتستمر الفعاليات يومين، وتضم سبع جلسات، يحاضر فيها خبراء محليون ودوليون. وأوضح القرني أن البرنامج «ليس الحدث الأول الذي تقدمه الكلية، التي اعتادت على إقامة أيام علمية في الفصول الدراسية الماضية، إضافة إلى ندوات وملتقيات». وقال النعيمي: «إن بعض عناوين البرنامج، تصب في خدمة قضية ممارسة المهنة»، مضيفاً أن «البرنامج يحمل هدفين، يتمثلان في إيجاد حراك داخل القسم، بين الطلاب والأستاذ في طريقة غير رسمية، واستضافة محاضرين، من خريجي الكلية، لإثراء العمل الجماعي في القسم، إضافة إلى الاستفادة من تجاربهم». وعملت الكلية على إنهاء تطوير برامج السنتين الأولى والثانية فيها. فيما الهدف الآخر «استراتيجي، ويتمثل في التواصل مع الخريجين الممارسين للمهنة، الذين سيقدمون آراءهم في أوجه قصور البرامج التعليمية، وطرق معالجتها وتطوير البرامج، إضافة إلى التوصل مع رجال الأعمال وإطلاعهم على الطاقات الموجودة في القسم». ويصاحب البرنامج معرض للتصاميم المعمارية، ساهمت فيه «مكتبة الإسكندرية»، ويعرض «لوحات المباني التراثية، وأعمال حسن فتحي»، إضافة إلى «قسم خاص بنشاط الطلاب وأعمالهم». وأشار عميد الكلية، إلى أن «الكلية تخرج بين 70 إلى 120 طالباً كل عام، كما أنها ابتعثت نحو 23 طالباً وطالبة من المعيدين فيها».