طهران، روما - أ ب، أ ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» - أمهلت طهران الغرب حتى نهاية الشهر الجاري، لقبول عرض مضاد قدمته لمشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، قبل أن تبدأ التخصيب بنسبة 20 في المئة لاستخدام الوقود النووي في مفاعل للبحوث الطبية. وقال وزير الخارجية منوشهر متقي للتلفزيون الإيراني، في إشارة الى الغرب: «وجهنا لهم إنذاراً نهائياً. بقي شهر واحد وينتهي نهاية كانون الثاني/يناير». وأضاف: «عليهم ان يقرروا حول تزويدنا وقوداً لمفاعل طهران، بين عرضين: الشراء أو التبادل. وإلا سينتج الخبراء الكفوئين للجمهورية الإسلامية، يورانيوم مخصباً بنسبة 20 في المئة». في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن وفداً من البرلمان الأوروبي سيزور طهران قريباً، لمناقشة «القضايا والمسائل المتعلقة بإيران وأوروبا». ولم يستبعد مهمان برست ان تشهد الزيارة التي لم يُحدد موعدها بعد، «محادثات حول الملف النووي الإيراني والأحداث الأخيرة في البلاد»، موضحاً ان «الهدف الرئيسي منها هو تعزيز العلاقات الثنائية». وعلّق على معارضة الكونغرس الأميركي الزيارة، مؤكداً ان ذلك «يُعد تدخلاً ولن يؤثر في إرادة الجانبين وقرارهما». في روما، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني زيارة وفد البرلمان الأوروبي الى طهران، «مناسبة». وقال لصحيفة «كوريري ديلا سيرا»: «يجب عدم اقفال كل الأبواب (امام طهران)، لأن ايران فاعل اساسي في الأزمة الأفغانية وأزمة الشرق الأوسط وفي مسألة التصعيد النووي الحساسة جداً». وأضاف ان «ايران عنصر حاسم في الشرق الأوسط، بسبب علاقاتها مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان ومع سورية»، مشيراً الى انها «تهدد اسرائيل وعدداً كبيراً من الدول العربية، مع امكان امتلاكها سلاحاً نووياً». ودعا فراتيني الى «التحرك بطريقة تمنح إيران تأثيراً إيجابياً وتكون قوة محترمة لا قوة تثير الخوف»، مستبعداً شن «عمل مسلح» ضدها اذا لم تؤتِ العقوبات ثمارها. وقال ان «مجرد التفكير في (الحرب) يكفي للتسبب بكارثة عالمية. نستبعد اي خيار عسكري، حتى في حال (حصول) حرب اهلية» في ايران. الى ذلك، أعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني الجنرال أحمد رضا بوردستان تنظيم «مناورات ضخمة» في شباط (فبراير) المقبل، تشارك فيها القوات المسلحة والاستخبارات ووحدات من «الحرس الثوري»، وتستهدف «تطوير الإمكانات القتالية والتدريبية والميدانية للجيش، وضمان أمن المنطقة». على صعيد الأزمة الداخلية، دعا رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني «الجميع الى العمل على تنقية الأجواء وإضفاء روح الأخوة في البلاد، من أجل توفير القاعدة اللازمة للتنمية والتطوير». وعلّق على الأحداث التي تشهدها البلاد منذ الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، قائلاً في محافظة خراسان ان «ايران بلد مقتدر ويمنح حرية التعبير عن الرأي، ويجب أن تكون الآراء المطروحة منطقية وفي اطار الآداب الإسلامية»، مشدداً على ان «المجلس لم ولن يسمح مطلقاً لأي مجموعة بانتهاك حرمة الإمام الحسين». وكان لاريجاني اكد ان «التصدي الحازم للمسببين ومنتهكي مبدأ ولاية الفقيه والقيم والمقدسات الإسلامية في يوم عاشوراء، يشكل أهم مطلب للشعب من الأجهزة الأمنية والقضائية». وقال في مدينة مشهد: «على كل الذين أثاروا هذه النزاعات والفتنة بعد الانتخابات، أن يعلموا ان الفرصة انتهت وأن عليهم التماشي مع ارادة الشعب، وإلا سيضعهم السيل الجارف للشعب عند حدهم». أما متقي فقال في اشارة الى أحداث الأحد الدامي في عاشوراء، ان «الفتن الأخيرة المعروفة بالفتن البريطانية والتي تحاول نيل دعم بعض الدول الغربية، انكشفت بسرعة ولن تكون مجدية». في غضون ذلك، أعلن مدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي ان القضاء سيبدأ اليوم الأحد، محاكمة 7 متظاهرين اعتُقلوا خلال أحداث عاشوراء. وأشار الى اتهامات ستُوجَّه قريباً الى مُعتقلين آخرين.