حذّر مسؤولون ومواطنون في مدينة أبها من احتمال تكرار سيناريو «كارثة جدة» في مدينتهم بسبب كثرة الأبنية في مجرى وادي أبها الكبير، داعين الجهات المعنية إلى سرعة اتخاذ الاحتياطات اللازمة. ويلقي بعض الأهالي باللائمة على أمانة منطقة عسير،إذ يتهموها بالاعتداء على حرمة الوادي وتضييق الخناق على مجراه الطبيعي، من خلال إقامة ممشى على أطرافه، ما أدى إلى اجتزاء مساحات منه، ثم عمل مواقف لمصلحة مستثمر لفندق ومستشفى خاص وصولاً إلى توسيع منافذ حديقة وإنشاء بعض المواطنين منازل ومزارع وسط الوادي. ودعا عضو المجلس البلدي في منطقة عسير المحامي عبدالعزيز بن فؤاد الجهات المعنية إلى الحذر من الوقوع في الخطأ الذي وقعت فيه عدد من الجهات في مدينة جدة وتسبب في غرق العشرات. واعتبر أن التهديد أصبح واقعاً في مدينة أبها بعد التعديات على وادي أبها الكبير وتضييقه وسد مجراه، وهو ما من شأنه التسبب في غرق مقر إمارة منطقة عسير والمجمع الحكومي وأسواق وفنادق ومنشآت حكومية اخرى مثل محكمة ابها والمكتبة العامة والحقوق المدنية ومساكن وغيرها. وأشار إلى أن عام 1402 ه شهد سيولاً جارفة سببت دماراً كبيراً وقتلت العشرات في أبها على رغم أن وادي أبها كان حينها متسعاً وكبيراً. وناشد ابن فؤاد جميع الجهات المعنية بسرعة التحرك ضد كل من أعاق طريق ومجرى الوادي وإزالة الإحداثيات مثل مواقف إحدى الفنادق والمستشفيات الذي ضيق وخنق وادي أبها تماماً، مؤكداً أنه يمثل تهديداً حقيقياً يمكن أن يغرق مقر الإمارة وما جاورها من منشآت حكومية وتجارية. وتخوف رئيس بلدية ابها السابق والأديب احمد بن مطاعن من وقوع كارثة في مدينة ابها، مشيراً الى ان على الأمانة والجهات المسؤولة كافة تفادي وقوعها وعمل ما يمكن عمله حيال التعدي على وادي ابها الكبير و«خنقه». وقال ل «الحياة»: «وادي ابها من اكبر الأودية على الإطلاق وفاض عام 1402ه وقبله في حقب تاريخية سابقة وغرقت الأسواق والمحال وبعض البيوت حينها ومات كثير من الناس على رغم أنه كان مترامي الأطراف حينها، واعتقد أن كارثة حقيقية قد تحدث في أي وقت، فالوادي اصبح ضيقاً للغاية وجزء منه مغطى لاستخدامه مواقف للسيارات». وأكد أن أمطاراً غزيرة كفيلة بالتهام منازل وقرى واسواق ومقر الإمارة والمجمع الحكومي والمحكمة العامة ومكتبة ابها والحدائق والأسواق وكل من يقترب من الوادي. من جهته، أكد المهندس احمد العريضي حاجة وادي ابها إلى مشروع كبير لفتح منافذ واسعة لمجرى المياه وتصريفها. وقال: «الحلول عدة وكبيرة وتحتاج فقط شجاعة للاعتراف بالخطأ ومعالجته، ومنها تكوين لجان عاجلة لدراسة مخاطر الوادي على المدينة واستحداث اودية اصطناعية او منافذ او ازالات وغيرها». وأشار المواطن حسين مهدي الموظف في احدى الأسواق القريبة من الوادي إلى أن الوادي اصبح طريقاً وجرى عمل ممشى طويل فيه ولم يدرك الجميع خطورة ما قد ينجم من مصيبة على كل المحيطين به. وتابع: «لا نريد أن يتكرر ما حدث في جدة من موت الأطفال والرجال والنساء ونتمنى ان تعالج مسألة الوادي عاجلاً».