أوضح «حزب الله» بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم «النصيحة التي كان وجّهها الأمين العام السيد حسن نصرالله الى المسيحيين في ذكرى عاشوراء»، والتي استدرجت تصريحات رافضة من شخصيات مسيحية وغير مسيحية واعتبرها البعض شكلاً من أشكال التهديد للمسيحيين في لبنان، وأكد قاسم ان النصيحة «كانت نابعة من إرادة السيد نصر الله رؤيتهم موحّدين ملتفتين إلى أنّ لبنان هو المكان الطبيعي السليم ليعيشوا فيه مع إخوانهم المسلمين». وقال قاسم لإذاعة «النور»: «إنّ السيد نصرالله كان يريد أن يقول لبعض المسيحيين أنّ أميركا لم تنفع أحداً وإنّها أضرّت بكل حلفائها وإن التطورات السياسية تستدعي أن نلتفّ حول بعضنا بعضاً». وأسف لوجود «قرار لدى فئات أن تواجه أي خطاب يمكن أن ينطلق منه الأمين العام لاعتقادهم أن كثرة السهام على كلام السيد نصرالله تدرجهم في الساحة وتجعلهم قادرين على أن يكونوا رقماً باعتبار ان من يواجه الرقم الصعب يمكن أن يصبح صعباً». ووصف قاسم ردود مسيحيي 14 آذار على خطاب السيد نصرالله بأنها «تعبير عن الخسائر المتتالية التي أصيبت بها هذه القوى على المستوى السياسي»، مذكراً بأنّ «كل ما طرحته من أفكار لم يجد طريقه للحياة وهو قنابل صوتية ليس لها قابلية لتغيّر المعادلة». وإذ رفض قاسم «الانجرار إلى سجال مع جهات محلية لأن السجال هو الذي ينفعها»، شدّد على انّ المعادلة «أرسخ بكثير من هذه التصريحات التي هي محاولة لتوتير الناس وملء الصفحات الإعلامية». واعتبر ان «حزب الله مرتاح جداً الى وضعه ويشعر بأنّ هذه المرحلة مرحلة ذهبية». ورداً على سؤال قال قاسم ان «حزب الله ليس لديه أي معلومات في شأن شيء ما يحضر للبنان ولكننا في الحزب نتعاطى مع اسرائيل على اساس انها تتربص دائماً الشر بنا ومن ورائها أميركا». وشدد قاسم على ان الحزب «يعتبر ذاته معنياً بإنجاح حكومة الوحدة الوطنية ولن يقايض احداً على مصالح الناس»، وأشار إلى أنه «ليس مطروحاً ان تكون هناك زيارة لحزب الله للسعودية ولم توجه دعوة الى الحزب والموضوع غير مطروح حالياً». وعن وساطة ما ل «حزب الله» مع سورية لدعوة النائب وليد جنبلاط الى زيارتها، أكد قاسم ان «كل الأمور تتطور في شكل طبيعي وكل شيء ينجح في وقته». ورأى أنّ القرار 1559 «قرار ميت ومنتهي الصلاحية وضد مصلحة لبنان ويسبب فتناً داخلية وما نفذ منه وما لم ينفذ نعتبره فتنة داخلية وكان المقصود منه مواجهة المقاومة». اما عن العلاقة مع قوات «يونيفيل»، فقال قاسم: «أوضحنا لهم انهم طالما انهم ملتزمون القرار 1701 فنحن موافقون على ما يقومون به وعبرنا لهم في أوقات عن امتعاضنا من خلل في إداء دورهم على الأرض وتجاوبوا مع الأمر». واعتبر مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» عمّار الموسوي أن كلام نصرالله «لم يكن استفزازياً إنما خطاب طمأنة»، ووصف طعن الكتائب بالبند السادس ب «العملية الدعائية البهلوانية». ورأى الموسوي في حديث الى «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، تعليقاً على الردود أن «النار انفتحت علينا من دون مقدمات عبر التصعيد المتواصل من دون فترات استراحة وكأن هناك احداً يديرهم»، موضحاً أن لدى «البطريرك نصر الله صفير رأيه ولكننا لا نؤيده على رغم اننا نؤيد البطريركية المارونية كمرجع ديني كبير». وقال: «هناك من لديه أزمة دور وأنصحهم بالذهاب الى المؤسسة الوطنية للاستخدام»، مؤكداً أن نصرالله «دعا المسيحيين الى التفاهم على الخيارات بينهم»، وسأل أين «الخطأ في كلامه وكلنا ننصح بعضنا بعضاً». وإذا اعتبر أن «هناك غرفة اعلامية ترسم المواضيع المتداولة في لبنان»، اشار الى أن «مشهد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع الرئيس سعد الحريري كتم افواه البعض امام جمهوره وتحول نحو حزب الله». وعن طعن حزب الكتائب بالبند السادس من البيان الوزاري، قال الموسوي أن «الذي ازعجنا انه اليوم هناك فرصة نادرة للتلاقي وهناك ملفات كبيرة امامنا وإذا وجد من لديه استعداد لوضع عراقيل امام الحكومة والانطلاق فليتحمل هو المسؤولية». ووصف «قول البعض بأن تشكيل الحكومة حصل تحت ضعط السلاح معيب»، لافتاً الى أن «7 أيار لم يكن محاولة لتغيير المشهد السياسي».