طهران، باريس، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - وجهت وزارة الاستخبارات الإيرانية إنذاراً «نهائياً» الى قادة المعارضة أمس، فيما حذرهم المدعي العام غلام حسين محسني ايجائي من انهم سيُحاكَمون بتهمة «دعم مرتدين تحدياً لله»، إذا لم يدينوا التظاهرات التي نظمها الإصلاحيون خلال إحياء ذكرى عاشوراء الأحد الدامي. لكن المواجهات بين أنصار المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي والشرطة تجددت في وسط طهران أمس، واستخدمت خلالها قوى الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما أفاد موقع «جرس» الإصلاحي. وكان الموقع أفاد بأن «مئات من القوات العسكرية وعشرات العربات المدرعة، تتحرك في اتجاه طهران» لاستخدامها في قمع احتجاجات المعارضة. وأضاف: «تُستخدم بعض العربات في قمع التظاهرات في الشوارع». لكن السلطات نفت استدعاء قوات عسكرية، لم تُستخدم سابقاً في قمع تظاهرات المعارضة. وحضت رئاسة أركان الجيش الإيراني «النخب والشخصيات السياسية المتخلّفة عن قطار الثورة، على الانضمام الى صفوف الشعب الواعي والسائر على نهج الولاية»، محذرة إياهم من «عواقب غفلتهم وعدم بصيرتهم». وأعلنت وزارة الاستخبارات أنها «ستكشف قريباً معلومات مهمة حول دور معادين للثورة وأشرار وأجانب ومثيرين للفتنة، في أحداث الشغب الأخيرة»، مشيرة في بيان الى امتلاكها «معلومات موثقة حول ارتباط بعض هؤلاء مع جهات أجنبية ومجموعات معادية للثورة». وتابعت: «بناءً على ذلك، نوجه تحذيراً نهائياً للمخدوعين، بألا يكونوا ألعوبة أكثر من ذلك، بيد الأجانب الذين يحاولون التسلط على البلاد مجدداً، وأن يغتنموا الفرصة المحدودة المتاحة أمامهم وينأوا بأنفسهم عنهم، وإلا سيتم التصدي لهم قانوناً ومن دون أي تسامح». في الوقت ذاته، نقلت صحيفة «إيران» الحكومية عن ايجائي دعوته قادة المعارضة الى التوبة، تحت طائلة «اتهامهم بدعم مرتدين تحدياً لله»، بتظاهرهم ضد الحكومة خلال مراسم عاشوراء. وقال إن «الاتهام بدعم مرتدين ومن تحدوا الله، ستُضاف الى الاتهامات السابقة الموجهة إليهم». وكان النائب المحافظ حسن نوروزي نقل عن ايجائي قوله خلال جلسة مغلقة لمجلس الشورى (البرلمان) الأربعاء، إن «مير حسين موسوي ومهدي كروبي وقادة آخرين للفتنة، باتوا مُلاحقين قضائياً». أما إبراهيم رئيسي نائب رئيس القضاء، فقال إن المحتجين الذين اعتُقلوا الأحد الماضي، سيُتهمون بانتهاك النظام العام وبأنهم «محاربون»، أي أعداء الله. وعلى رغم نفي حسين نجل مهدي كروبي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية مغادرة الأخير منزله، جددت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) أمس، تأكيد أن «بعض قادة التمرد»، في إشارة الى كروبي وموسوي، غادروا طهران الثلثاء الماضي الى محافظة مزنداران شمال إيران وان «أحدهم لا يزال موجوداً فيها»، فيما قرر قائد آخر «العودة الى طهران، لكن لا معلومات مؤكدة حول عودته». وكانت وكالة «فارس» القريبة من «الحرس الثوري» نفت النبأ، مؤكدة انه «خاطئ مصدره أشخاص يشاركون في الفتنة». في باريس، حمّلت كريستين فاج معاونة الناطق باسم الخارجية الفرنسية «السلطات الإيرانية مسؤولية سلامة زعيمي المعارضة»، داعية طهران الى «إيجاد تسوية سياسية للازمة تقوم على الحوار واحترام مبادئ الديموقراطية». على صعيد آخر، أعلن السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن ان الحوار بين إسرائيل والولايات المتحدة حول إيران لم يصل الى حد مناقشة مهاجمة منشآتها النووية. وقال: «هذا ليس موضع بحث. نحن بعيدون جداً من ذلك. التركيز الأساسي الآن هو على صوغ عقوبات وتطبيقها». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن أعضاء في مجلس النواب الأميركي تحفّظوا عن زيارة ينوي وفد من 11 نائباً في البرلمان الأوروبي القيام بها الى طهران بين السابع والحادي عشر من الشهر الجاري. والوفد الذي سيقوم بأول زيارة لهيئة برلمانية غربية لطهران منذ أكثر من سنة، سترأسه بربارة لوشبيهلر ويضم نواباً يمثلون لجنة خاصة تُسمى «وفد من أجل علاقات مع إيران»، وهي واحدة من لجان تراقب العلاقات مع دول أو مناطق عدة. واعتبرت لوشبيهلر أن موعد الزيارة التي كانت أُرجئت مرتين سابقاً بطلب من السلطات الإيرانية، «مؤسف»، لكنها كتبت رسالة الى نظرائها الأميركيين شددت فيها على أن «ممثلين جديين للمجتمع المدني الإيراني حضوّا الوفد على السفر» الى طهران. لكن 15 نائباً أميركياً بعثوا برسالة الى رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك، اعتبروا فيها أن زيارة الوفد «ستبعث برسالة خاطئة الى الحكومة الإيرانية وتقوّض الجهود الدولية لإنهاء برنامجها النووي».