ما زالت صورة الضحايا ومنظر دماء مصابي حوادث المرتفعات عالقة في عيون سكان أهالي بني مالك وفيفا والريث نتيجة سقوط المركبات من المرتفعات، إذ يتراوح علو المرتفعات بين 200 و1000 متر، ما يتسبب بحوادث مميتة باستمرار آخرها أربع وفيات وإصابتان الأسبوع الماضي، وحتى الجثث التي تسقط تقطع إلى أشلاء قبل وصولها الأرض من قمة المرتفع. وأوضح أهالي عدد من القرى القريبة من المرتفعات ل«الحياة» أمس، أنهم يناشدون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإيقاف النزف الدموي الذي كان بسبب بعض الجهات المختصة والتي اتهموها باللامبالاة بأرواح السكان في المرتفعات الجبلية. وقال المواطن علي الغزواني: «إن الحوادث في المناطق الجبلية معظمها بسبب وعورة الطرقات التي راح ضحيتها عدد من المواطنين ومرتادي الطرق، ما تسبب في عطب مركباتهم أثناء تدحرجها من المرتفعات مع تناثر الجثث والضحايا، وحتى أن بعض الضحايا يتعذر العثور على بقايا أشلائهم، إذ يصعب أحياناً التعرف عليهم إلا من خلال البطاقة الشخصية أو البحث عن ذويهم للتعرف عليهم. من جهته، قال المواطن محمد العليلي إن الحزن لا يفارق بعض الطرقات، مشيراً إلى أنه في جبل «حبس» هوت مركبة منتصف الليل بها ستة أشخاص توفي أربعة منهم في الحال، ونُقل شخصان في حال حرجة إلى المستشفى، بسبب قوة الارتطام حين تهوي المركبة من جبل إلى قاع الوادي. كما قال المواطن سلمان المالكي: «إن المنحدرات الجبلية خطرة ومميتة، ومع كثرة مطالباتنا للجهات المختصة، وعلى رأسها الطرق إلا أنهم أقصى ما يستطيعون عمله هو إرسال معدة أثناء تساقط الصخور فيها لفتح الطريق، مبيناً أن عدداً من حوادث المركبات تكون بسبب ارتفاع درجة حرارة المكابح ما يتسبب بعدم السيطرة على المركبة وسقوطها، مشيراً إلى أن الحوادث التي شهدها تتضمن حادثة لمواطن ومعه خمسة من عائلته أثناء التنزه في جبال بني مالك، إذ سقطت مركبتهم وتناثرت أشلاؤهم جميعاً. فيما قال محافظ الدائر بني مالك محمد الشمراني إن طريق حبس لا يخلو من استمرار حوادث السقوط المميتة في جبال حبس، على رغم وجود منحدرات خطرة في المحافظة، إلا أن هذا الطريق بالتحديد يحصد حادثتين شهرياً. ولفت إلى أنه تم رفع التوصيات لوزارة النقل لوجود حوادث مميتة بشكل شهري، علماً بأنه يعد شرياناً رئيساً يربط العشرات من القرى لمحافظة الدائر، مثل حبس علي ودفا والعنقة، موضحاً أنه منذ افتتاح هذا الطريق لم يتم عمل أي تحسين من وزارة النقل، على رغم وجود المنعطفات والمنحدرات الشديدة التي تحتاج إلى دراسة لتوسيع الطريق. وقبل شهرين حصلت حادثة سقوط لمركبة حرس الحدود التي تنقل السجناء من الوافدين، وهوت بهم في الوادي، ما أدى إلى وفاة وإصابة 21 سجيناً، مشيراً إلى أن الطريق يربط قرى عدة بالداير، ويعد أقصرها، كما يخدم مواقع سياحية وخدمية أخرى.