جيّر قائد فريق النصر حسين عبدالغني ألقاب فريقه إلى دعم رئيس النادي وتذليله للصعاب كافة، وهو سر الاستقرار الفني والإداري وتكاتف اللاعبين كافة، وإصرارهم على مواصلة تحقيق المنجزات والدعم الجماهيري على رغم أنه كان أقل ممّا كانوا يتطلّعون، كل تلك العوامل أسهمت في محافظة النصر على لقبه، على رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها الفريق من ضغط مباريات وإصابات لعناصر مؤثرة في الفريق، لافتاً إلى أن المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم كانت من أقوى المنافسات التي مرت عليه خلال مسيرته، نظير قوة الأهلي الذي وصفه ب«البطل». وعن سبب قيامه بإبعاد لاعب الهلال سالم الدوسري عن حكم المباراة، أكد أنه كان تصرّف مقصود وطبيعي، لأنه لم يتخذ قراره بخصوص الاستمرار من عدمه، مُبيّناً أنه سيؤجل أي حديث عن رحيله واعتزال الكرة حتى نهاية الموسم الحالي، لأن كل ما يشغل تفكيره وبقية زملائه حالياً هو كيفية حصد لقب كأس الملك، نترككم مع الحوار الآتي: نجحتم في المحافظة على خطف الذهب، برأيك ما هي أسباب محافظتكم على اللقب على رغم المنافسة الشرسة من الأهلي؟ - عوامل عدة قادت النصر إلى تحقيق هذا اللقب، أهمها دعم الأمير فيصل بن تركي لنا كلاعبين، ووقوفه إلى جانبنا كثيراً من خلال تذليله لكل الصعاب، إضافة للتهيئة النفسية الجيدة من قبل الجهاز الإداري بقيادة المميز سالم العثمان وطلال النجار ومحمد الخرينق، إلى جانب تكاتف اللاعبين وإصرارهم على تحقيق المُنجزات، ووقفة جماهيرنا الوفية التي على رغم أننا عاتبون عليها لقلة حضورها، خصوصاً في الجولات الحاسمة إلا أننا لا يمكن أن نُغفل دورها في دعم الفريق لتحقيق لقب «دوري جميل» للعام الثاني على التوالي. هناك من يقول إن الأهلي أحق من النصر بلقب الدوري خصوصاً وأنه الفريق الذي لم يخسر أية مباراة حتى الآن، ما تعليقك على ذلك؟ - النصر استحق لقب الدوري بجدارة، خصوصاً وأننا خضنا موسماً شاقاً وواجهتنا ظروف صعبة ونجحنا في التغلّب عليها وتحقيق اللقب، على رغم تداخل المسابقات الذي سبّب ضغط المباريات، إلى جانب ظروف الغيابات وفقد عناصر مهمة ومؤثرة في الفريق نتيجة الإصابات مثل غالب والفريدي، وبالنسبة لنادي الأهلي هو فريق كبير وبطل، حتى وإن لم يُحقق لقب الدوري، لأن الفريق بذل جهوداً كبيرة هذا الموسم وقدّم لاعبوه مستويات كبيرة، ويكفي أنه الفريق الذي لم يخسر حتى الآن هذا الموسم على مستوى العالم. خسر الفريق المحافظة على لقب كأس ولي العهد، لكنه نجح في المحافظة على «دوري جميل»، برأيك ما هي أهم مكتسبات الفريق حتى الآن؟ - المحافظة على اللقب، واستمرار ثقافة الصدارة والبطولات، والعمل بروح الفريق الواحد وتفانيهم في خدمة «العالمي»، فلا يوجد لاعب يبحث عن مجدٍ شخصي، وكل تفكيرهم منصب على خدمة الفريق، كما أن احترام اللاعبين لأنفسهم وإظهارهم قدراً من الاحترام للمنافسين وعدم استهانتهم بأي فريق مهما كان وضعه، تعتبر أهم المكاسب التي حققناها في الموسم الحالي، بغض النظر عن حصول ناشئي وشبان الفريق على لقب الدوري، الذي يعد إنجازاً تاريخياً يستحق أن يُشكر كل من وقف خلف تحقيقه. بعد مباراة الهلال شاهدناك تحاول تهدئة لاعب الهلال سالم الدوسري وتحاول إبعاده عن حكم المباراة، ما الذي دفعك لفعل ذلك؟ - سالم الدوسري يظل بمثابة أخ أصغر لي، حتى وإن كان يلعب في نادٍ منافس، واللاعب بالنهاية بشر ومُعرّض لأن يقع بالخطأ نتيجة الضغوط أو حتى بسبب الحماسة الزائدة، وما قمت به من محاولة إبعاده عن حكم اللقاء كان تصرف مقصود وطبيعي، الهدف منه حمايته من موقف قد يوقعه في خطأ من المحتمل أن يترتب عليه عقوبة أو ضرر على لاعب ينتظره مستقبل كبير مثل الدوسري. بعد مباراة الاتحاد اتجهت إلى الجماهير النصراوية وأشرت بيدك واعداً تلك الجماهير بحمل درع الدوري، ما السر خلف هذه الثقة؟ - منذ قدومي لهذا النادي العريق وأنا أحظى بدعم جماهيري كبير، وأتذكر جيداً أنه بعد مباراة الاتحاد هتفت الجماهير باسمي وتطالبني وبقية اللاعبين بالمحافظة على اللقب، وبالفعل وعدتهم وبحمد الله وتوفيقه تمكنت أنا وبقية نجوم الفريق في تحقيق حلمهم وحلم كل محبي «العالمي» بالمحافظة على اللقب وعدم الابتعاد عن منصات التتويج. منذ قدومك للنصر وأنت تقدم أداءً مميزاً، حدّثنا عن تألقك مع الفريق؟ - الفضل أولاً وأخيراً لتوفيق وإرادة الله، ومن ثم دعم الإدارة و جهود زملائي اللاعبين والدعم الجماهيري، كل تلك العوامل كان لها دوراً بارزاً ومهماً في تقديمي مستوى مرضياً للجميع. ما هو تقويمك لمستوى محترفي الفريق هذا الموسم، خصوصاً وأنهم تعرّضوا هذا الموسم لانتقادات عدة؟ - مستوى اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي بشكل عام في المواسم الأخيرة أقل من المطلوب، وبالنسبة للنصر، اعتقد أن محمد حسين أبوريان وأدريان خدما الفريق وقدّما عطاءات مميزة بشكل عام، ومسألة ثبات اللاعب على مستوى واحد في كل المباريات أمر صعب نوعاً ما، أي لاعب كرة قدم عُرضة لأن يمر بمرحلة هبوط مستوى في بعض المباريات، كما أن فابيان قدّم كذلك مستويات جيدة توحي بأن لديه الكثير، في حين يبدو أن ويلا لم ينسجم مع الفريق لذلك لم يظهر بالمستوى المنتظر منه. برأيك ما هي المباراة الأصعب التي واجهتموها خلال منافسات الدوري؟ - في الحقيقة مباريات الدوري كافة كانت بالنسبة لنا حاسمة ومصيرية وصعبة جداً منذ انطلاقته وحتى لقاء الهلال الأخير، الذي حصلنا من خلاله على لقب الدوري رسمياً، إذ كُنّا ندخل كل مباراة بإصرار وعزيمة على كسب النقاط الثلاث بغض النظر عن أي اعتبارات وحسابات أُخرى، كُنّا نلعب مبارياتنا في الدوري بنظام مباريات الكؤوس، التي لا تقبل القسمة على اثنين. خسر الفريق عناصر مهمة نتيجة الإصابات، هناك حديث عن ضعف الجهاز الطبي في الفريق؟ - بالعكس غالبية الإصابات التي تعرّض لها لاعبي الفريق كانت نتيجة احتكاكات عنيفة ليس للجهاز الطبي علاقة بها، والبعض الآخر من الإصابات نتيجة ضغط المشاركات، إذ إنه في أوقات من الدوري أصبحنا نخوض لقاءين خلال 72 ساعة فقط. خسرتم لقاء لخويا الأخير وخرجتم من البطولة الآسيوية، كيف تبدلت الأحوال في «الدربي»؟ - على رغم أن خسارتنا وخروجنا من منافسات البطولة الآسيوية كانت ذات تأثير نفسي سلبي، إلا أن الجهاز الإداري نجح للأمانة في إخراجنا سريعاً من هذا الوضع، وعمل على تهيئتنا بشكل جيد للقاء الهلال، وهو ما تحقق ونجحنا في تحقيق الأهم، وبالنسبة للآسيوية الفريق قادر بإذن الله الموسم المقبل على المنافسة وبقوة على تحقيقها. هل تعتقد أن النصر مؤهل لتحقيق كأس الملك، خصوصاً أن طريق النهائي سهل نوعاً ما؟ - في كرة القدم لا يوجد فريق سهل وآخر صعب يجب أن تحترم خصمك لكي تتمكن من تحقيق الفوز، وبالنسبة لكأس الملك نحن عازمون على تحقيق اللقب وبمجرد انتهاء لقاء الشباب المقبل، سنفرح ونحتفل وننتقل مباشرة للتفكير في لقاء الباطن المهم. انضباطية عبدالغني خارج الملعب تنعكس بشكل إيجابي على عطائه داخل الملعب، حدّثنا عن ذلك؟ - بفضل الله أنا ملتزم إلى حدٍ كبير في مواعيد الأكل والنوم، ولا أحب السهر إلى أوقات متأخرة، وقليل الخروج من المنزل. لمن تهدي درع الدوري؟ - أهديه إلى رئيس النصر ونائبه العميد فهد المشيقح وجميع أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الشرف كافة والجهاز الفني بقيادة خورخي ديسلفا، ولك أخي أبودانة، ولكل محبي وعشاق النصر، وإن شاء الله قريباً نهديهم كأس الملك ونحتفل معهم في تحقيقه.