بطولة دولية تجمع أندية من حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وبلدان آسيوية، هي الهدف الأساس التي يسهر نادي الغولف اللبناني على الإعداد له لينظمه في 22 و23 أيار (مايو) المقبل على مروجه المجاورة لمطار بيروت الدولي، تلك الواحة الخضراء "الشاذة عن القاعدة" في غابة الأسمنت الكثيفة وكتلها الشاهقة في بيروت وضواحيها. وتوقع رئيس النادي جهاد الحسيني الذي تولى منصبه عام 2004، أن تستقطب البطولة أكثر من 30 نادياً من أندية المقدمة في بلدانها، معتبراً أن تكون المناسبة نواة لبطولة أندية حوض المتوسط، علماً أنه يحق لكل ناد إشراك أفضل مصنفين في صفوفه. وتطرق الحسيني خلال جولة نظمها النادي للإعلاميين في رحابه اطلعوا خلالها على المشاريع المنجزة ومنها النادي الصحي وملعبان جديدان للتنس، إلى "تأسيس أكاديمية للغولف تنمّي المواهب"، منوهاً بأبطال النادي الذي يشاركون في مباريات كثيرة، ولاسيما تمثيلهم لبنان في استحقاقات خارجية وتحقيقهم نتائج مشرّفة. من التاريخ... ونادي الغولف هو الأقدم في لبنان والوحيد لمزاولة اللعبة، أنشىء عام 1923 عندما قام ديبلوماسيون أجانب وبالتعاون مع لبنانيين مميزين بتسجيله تحت إسم "سبورتنغ كلوب أوف بيروت". ثم تملكت الهيئة الإدارية جزءاً من الأراضي المطلة على تلال من الرمال وأشجار الصنوبر في منطقة بئر حسن، والتي كان إبراهيم باشا زرعها حول بيروت في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ثم استثمر النادي نحو 100 ألف متر مربع زرعها بالعشب لإنشاء ملعب للغولف مؤلف من 9 حفر، وكان عدد الأعضاء المنتسبين آنذاك حوالى 200 عضو غالبيتهم من جنسيات أجنبية. ومع تطور العاصمة بيروت وتوسعها، استعاد أصحاب أراضي النادي ممتلكاتهم تدريجاً وأصبح إيجاد بديل للموقع أمراً ضرورياً. وفي أواخر خمسينات القرن الماضي، انضم إلى النادي سليم سلام وكان يومها نائباً للرئيس في شركة طيران الشرق الأوسط، وبحكم موقعه كان على صلة مستمرة بإدارة الطيران المدني وعلم أنها تملك نحو 200 ألف متر مربع من الأراضي الرملية ترغب في عرضها للاستثمار بغية زراعتها لحماية المنشآت من الأضرار التي كانت تصيبها جراء هبوب العواصف الرملية، التي كانت تعطّل حركة الطيران في مطار بيروت. وتوصل سلام على عقد اتفاق استثمار لهذه الأراضي مدته 15 عاماً (تتجدد في شكل متواصل) لزرع الأرض الرملية بالعشب الأخضر. وانتخب سلام عام 1964 رئيساً لنادي الغولف وأحضر خبيراً لتصميم مروج للعبة ضمت 9 حفر ودشنت عام 1965. وقتذاك، كانت مساحة "الفيروايز" ضيقة جداً، إذ كان تحيط بها مساحة من الرمال زرعت لاحقاً بالعشب والأشجار. ثم وسّعت المروج وأعيدت هندستها لتستوعب 18 حفرة (مواصفات دولية)، وذلك بعد شراء أسهم من الأملاك المجاورة للمكان (400 ألف م م). وعانى النادي عام 1982 من دمار شبه شامل بسبب الاجتياح الإسرائيلي، إذ اجتاحت دبابات المروج جارفة معها كل شيء. وبعد انتهاء الاجتياح، عاود النادي فتح أبوابه وأطلق ورشة إصلاح وترميم وتأهيل وتحديث وإضافة إنشاءات لا تزال مستمرة. وبعد وفاة سلام عام 1999، خلفه نسيب بولس في رئاسة النادي، ثم الراحل نزار سلطاني (2001 إلى 2004). وانتخب بعده جهاد الحسيني. ويبلغ عدد المنتسبين إلى النادي حالياً 850 شخصاً يشكلون مع عائلاتهم 2600 عضو، ويستخدمون قطاعاته ويستفيدون من خدماته. ويلتزم نادي الغولف اللبناني بقوانين نادي سانت آندروس للعبة في بريطانيا.