نيامي - رويترز، ا ف ب - وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإرسال طائرة الإخلاء الطبي لنقل 6 مواطنين سعوديين تعرضوا لهجوم غادر شنه مسلحون مجهولون قرب حدود النيجر مع جمهورية مالي في غرب أفريقيا. وقال وزير الإعلام النيجري ماماني قسوم مختار لإذاعة بلاده أمس ان الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة سعوديين وإصابة الثلاثة الآخرين بجروح وصفها بأنها خطرة، وقال وكيل وزارة الخارجية السعودي الأمير خالد بن سعود أمس ل «الحياة» إن حكومة بلاده ستطلب من النيجر سرعة القبض على الجناة. وأضاف أن كل الدلائل تشير إلى أن الحادثة «عمل عصابات وسرقة»، ولا توجد دلائل على أنها عملية إرهابية. وأعرب عن شكر بلاده لحكومة النيجر على تفاعلها السريع إثر الحادثة، وأهاب بالمواطنين الراغبين في الذهاب إلى الدول النامية والأقل نمواً، خصوصاً التي تشهد عدم استقرار أمني، التنسيق مع وزارة الخارجية السعودية قبل سفرهم. وأعرب عن تعازيه لأسر المتوفين. ووجه وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل بتشكيل فريقي عمل داخل السفارة السعودية في النيجر لمتابعة الموضوع، على أن تكون مهمة الفريق الثاني متابعة سير التحقيق مع السلطات النيجرية التي أعلن وزير الإعلام النيجري أنها أرسلت قوات أمنية لتعقب أثر المهاجمين. وأوضح رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي ل «الحياة» أن طائرة الإخلاء الطبي التي أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإرسالها وصلت إلى العاصمة النيجرية نيامي، وعلى متنها فريق طبي كامل لمرافقة المصابين الذين نقلوا إلى مستشفى هناك. وقال نقلي إن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كان على اتصال مع السفير السعودي لدى النيجر إبراهيم بن علي عبدالحق لمتابعة الحادثة التي وقعت على بعد نحو 100 كيلومتر من العاصمة نيامي. وأشار إلى أن تفاصيل الحادثة تشير إلى أن ستة مواطنين كانوا في طريقهم إلى مالي في رحلة صيد وأوقفوا سياراتهم للراحة، وأثناء أدائهم صلاة الفجر تعرضوا لهجوم من عصابة مسلحة أطلقت عليهم وابلاً من الرصاص. وذكر أنهم كانوا ينوون القيام بزيارة لبلدة غاو التي تقع شرق مالي. وأضاف: «توفي ثلاثة منهم، أحدهم توفي في الحال، واثنان توفيا في الطريق إلى المستشفى، وتم نقل البقية إلى المستشفى وإصاباتهم متوسطة»، وقال وزير الإعلام قسوم للإذاعة النيجرية إن المجموعة مؤلفة من ثمانية أشخاص، إذ ضمت أيضاً مواطنين من مالي، وأضاف الوزير: «تأسف حكومة النيجر لهذه الأعمال الهمجية التي ارتكبت على أراضيها، وتقدم تعازيها للحكومة السعودية». ووقع الهجوم بالقرب من قرية جامبالا في منطقة تشهد اضطرابات، وتنشط فيها خلايا متمردي الطوارق و«القاعدة». وفي كانون الأول (ديسمبر) 2008 خُطف الديبلوماسي الكندي روبرت فولر ومساعده وسائقهما على أيدي عناصر تنظيم «القاعدة»، وظلوا محتجزين حتى نيسان (أبريل) الماضي. وقالت مصادر ل «الحياة» إن جروح أحد المصابين ليست خطرة، فيما أكدت ان القتلى الثلاثة ينتمون إلى قبيلة واحدة. وأعلن حاكم مقاطعة تيلابيري الواقعة غرب النيجر، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أنه تم توقيف ثلاثة أشخاص في سيارة بعد الهجوم قرب الحدود مع مالي. وأضاف أنه جار استجوابهم، وأن المدعي العام في المدينة فتح تحقيقاً في الحادثة. ونقلت «رويترز» عن مصادر عسكرية أن الهجوم يبدو أنه عملية لخطف رهائن جرى إحباطها. أضافت أن القوات الأمنية اعتقلت ثلاثة من المشتبه بهم منذ الإعلان عن الحادث. وأوضحت المصادر التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها أن المشتبه بهم اعتقلوا في قاعدة عسكرية في تيلابيري بالقرب من الحدود المالية.