تتابعت آثار «دربي الرياض» الذي جمع الهلال بالنصر (الأحد) الماضي، وحسم الثاني بفوزه بهدف من دون رد المنافسة على لقب الدوري لصالحه بعد تعادل أقرب ملاحقيه الأهلي أمام التعاون (2-2)، إذ أصدر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد أمس (الثلثاء) جملة من القرارات على خلفية الأحداث التي شهدتها أرضية إستاد الملك فهد الدولي بعد نهاية ال«دربي»، جاء في مقدمها منع عضو شرف نادي النصر الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن ناصر من دخول الملاعب التابعة للرئاسة مدة عام. وكانت مقاطع متلفزة وصور فوتوغرافية تداولت بشكل واسع بعد نهاية مواجهة الهلال والنصر الماضية، أظهرت الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن في حال اشتباك في أرضية الملعب، التي أثارت جدلاً واسعاً بين الجماهير الرياضية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» خلال الأيام الماضية. القرارات الجديدة تأتي بعد اطّلاع الرئيس العام على ما رفعته اللجنة التي وجه بتشكيلها (الإثنين) الماضي للتحقيق في الأحداث التي تلت مباراة النصر والهلال، إذ أصدرت «رعاية الشباب» بياناً إعلامياً (حصلت «الحياة» على نسخه منه)، جاء فيه: «أن اللجنة نظرت في الأحداث التي تقع ضمن اختصاص ومسؤوليات الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ورفعت تقريرها النهائي أمس متضمناً المحاضر والتقارير من الجهات المعنية، وعليه أصدر الرئيس العام لرعاية الشباب عدداً من القرارات، وهي منع الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن ناصر من دخول الملاعب الرياضية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب مدة عام من تاريخه، وتوجيه رابطة دوري المحترفين والاتحاد السعودي لكرة القدم للعمل بشكل عاجل على إصدار تنظيم يحدد ضوابط وآليات الدخول إلى ساحات الملاعب الداخلية وفقاً لتنظيمات الاتحادين الآسيوي والدولي والعقوبات المطبقة في حق المتجاوزين، وتعميم ذلك على الأندية خلال مدة لا تزيد عن أسبوعين، والتشديد على الالتزام التام في تطبيق هذه اللوائح من مسؤولي الملاعب لضمان عدم تكرار ما حدث في نهاية مباراة النصر والهلال، والرفع بأي تقصير في هذا الجانب للرئيس العام لمحاسبة المقصرين، والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية بتنظيم المباريات لتحديد مهمات كل جهة واختصاصاتها». وشدد البيان «على ضرورة تعاون الأندية والتزامها بكل ما يصدر من تعليمات لضمان إظهار المسابقات السعودية بالصورة المُثلى في جوانبها كافة، وتضمن الضوابط المنتظرة لتنظيم الدخول إلى الملاعب الرياضية في السعودية التأثير بشكل واضح على قدرة المنظمين ضمان السيطرة على الأحداث، التي تقع داخل الملاعب الرياضية سواءً خلال المباريات أم بعدها في الكثير من الأحيان». وكانت الكثير من المشكلات أعقبت مباريات الدوري السعودي في المواسم الماضية، وسط غياب التعليقات الرسمية أو أنظمة واضحة تحد من قدرة الكثيرين على دخول أرض الملعب ولقاء اللاعبين بعد المباراة، ما خلق في كثير من الأحيان فرصة للاشتباك بين الموجودين على أرض الملعب واللاعبين أو الإداريين. ويأتي تشديد «رعاية الشباب» على ضرورة صدور التنظيمات الجديدة خلال أسبوعين فقط من تاريخ البيان، والمطالبة بتطبيق الأنظمة المعمول بها في الاتحاد الآسيوي والدولي لكرة القدم، لتأكيد وجود رؤية مسبقة لديها حول آلية العمل المفترض تطبيقها ما يُبشّر بالقدرة على احتواء أزمة طالت معاناة المنظمين منها. وعلى رغم أهمية قرار الرئاسة العامة لرعاية الشباب الجديد، إلا أن مشكلات «دربي الرياض» لا تزال بانتظار عقوبات مختلفة جديدة، لكن جُل تلك العقوبات تقع ضمن مسؤوليات لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم، المسؤولة عن العقوبات الواقعة على الأندية أو من يمثلها بشكل رسمي، وذلك وفق ما ورد إليها خلال اليومين الماضيين من تقارير دونها حكم المباراة الأسكتلندي جون بياتون ومراقب اللقاء المحلي يحيى القرني، إذ يُنتظر إيقاع عقوبة بحق لاعب الهلال سالم الدوسري بعد محاولته الاعتداء على الحكم، الذي منحه بطاقة حمراء إضافة إلى زميله محمد جحفلي إثر اشتباكه مع مدافع النصر حسين عبدالغني، ومن المنتظر أن تصدر لجنة الانضباط قراراتها خلال ال48 ساعة المقبلة.